نشر بتاريخ: 2025/07/01 ( آخر تحديث: 2025/07/01 الساعة: 22:27 )

خاص الكوفية| رحلة الموت المحقق للحصول على الطعام

نشر بتاريخ: 2025/07/01 (آخر تحديث: 2025/07/01 الساعة: 22:27)

الكوفية مشهد لا يشبه سوى فصول المجاعات الكبرى في التاريخ، يعيش المدنيين في قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، إذ بات الحصول على رغيف خبز مغامرة محفوفة بالموت، وتحولت طوابير توزيع المساعدات إلى "مصائد موت" حقيقية، يُقتل فيها الجائعون وهم يحاولون النجاة من الجوع والقنص في آن واحد.

سلاح التجويع

منذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية يتعمد الاحتلال الإسرائيلي استخدام الجوع كسلاح للفتك بسكان غزة الذين استدرجهم جوعهم إلى مصائد الموت المحقق.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بدأت تل أبيب وواشنطن تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة، حيث يجبر الفلسطينيين المجوعين على المفاضلة بين الموت جوعا أو بالرصاص.

هندسة المجاعة

26 مايو2025

أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل بدء توزيع المساعدات الغذائية على الغزيين عبر 3 مراكز في مدينة رفح جنوب القطاع ورابع عند محور نتساريم وسط غزة رغم الرفض المنظمات الأممية والدولية لهذه الآلية التي اعتبرتها بمثابة هندسة للمجاعة

أموات بلا قبور

مع صباح كل يوم يتوجه مئات الآلاف من الجائعين إلى مراكز المساعدات الأمريكية وهم يعلمون جيدا أن فرص قتلهم برصاص قوات الاحتلال أكبر بكثير من فرصة حصولهم على الطعام

رحلة الموت المحقق

- تبدأ الرحلة بالسير على الأقدام لمسافات طويلة للوصول إلى المكان المخصص لاستلام المساعدات

- عند وصولهم تبدأ قوات الاحتلال إطلاق النار المكثف تجاههم، فيسقط العشرات منهم شهداء وجرحي ومفقودين

- وفق أخر إحصائية رسمية فقد سقط 5 آلاف مواطن بين شهيد وجريح ومفقود منذ انطلاق عمل الشركة الأمريكية

حقول قتل

شهادات صادمة كشفت عنها صحيفة هآرتس العبرية لجنود إسرائيليين أكدوا تلقيهم أوامر بإطلاق النار على الغزيين رغم عدم تشكيلهم خطراً ودون رصد أي مسلحين، حتى صارت هذه المراكز أشبه بساحة حرب وحقول قتل

ضوء أحمر.. ضوء أخضر

جنود إسرائيليون لصحيفة هآرتس:

أسلوب قوات الجيش في تلك المواقع مماثل للعبة أطفال إسرائيلية تشبه لعبة "ضوء أحمر.. ضوء أخضر" الشهيرة، نستخدم وسائل السيطرة على الحشود التي تتضمن رشاشات ثقيلة وقاذفات قنابل يدوية

ردود فعل دولية

طالبت 130 منظمة إغاثة دولية بإنهاء نشاط "مؤسسة غزة الإنسانية" بشكل فوري كونها لا تُقدّم "سوى التجويع والرصاص" للمدنيين.

هذه ليست استجابة إنسانية

إنّ حشر ما يزيد على مليوني نسمة في مناطق محصورة من أجل الحصول على فرصة لإطعام عائلاتهم ليس خطة لإنقاذ الأرواح وطوال 20 شهرًا، تعرّض ما يزيد الغزيين لقصف لا يتوقف واستخدام الطعام، والماء، وغير ذلك من أشكال المساعدة كسلاح، والتهجير القسري المتكرر، والتجريد الممنهج من الإنسانية كل ذلك على مرأى من المجتمع الدولي.

مسرح الجريمة اليومي

في غزة، باتت الحياة تتوقف عند كيس طحين، ورغيف خبز قد لا يُنتزع إلا بدم الأطفال يصرخون من الجوع، والآباء يخرجون من منازلهم وهم يعلمون أنهم قد لا يعودون. إنه الواقع اليومي لما يُعرف الآن في القطاع باسم "رحلة الموت من أجل الطعام".