دحلان في الإعلام العبري

دحلان في الإعلام العبري
الكوفية كأنما إعلام العدو، ومن ورائه مصالحه الأمنية الخسيسة، يريد أن يفتح مهاترة عبثية تنال من النائب محمد دحلان، من خلال تخليق دور له، مُزْمع، وقوة وهمية شرطية أو أمنية، لها تعداد، لكي يحكم في غزة مع تهميش الإرادة الشعبية. فلا أساس في الواقع لهكذا أمر، ولا معنى له سوى الدسيسة. وبعض ما يُنقل في هذا الصدد، ويُنسب الى منابر صهيونية أو عالمية مهمة، لا نجد له أساس في هذه المنابر.كأنما يريد المحتلون استهداف دحلان للرد على سياقه الراهن، إذ يثابر الرجل على تصفير أي خلافات بين القوى الفصائلية في الخارج وعلى إخماد حال الفوضى والتفلت في الداخل، وتكريس مبدأ التشاور على مستوى مجموع القوى والطيف الاجتماعي. فلا شيء لدينا الآن يعلو، أو يمكن أن نعلو به، سوى وحدة العمل الإغاثي والحفاظ على مُدركات القضية، مع تجاوز الانقسام الذي كان أحد أسباب الكارثة من خلال سنوات طويلة من الأبواب المُشرعة للمهاترات العبثية، وللتفرد والمزاودات، بمنطق السِلم الزائف (المصالح العُليا المزعومة) والحرب الخاسرة (تحرير القدس عاجلاً). فالعدو الذي أوغل في سفك دمائنا على مرأى من العالم، ما يزال يريد لنا أن نندثر نحن وقضيتنا، وليس أفضل عنده من حالنا قبل انفجار 7 أكتوبر وأثناءه وبعده. هناك أسباب عقلانيّة كثيرة تجعلنا مضطرين إلى تجاوز كل الخلافات. ذاك أنّ الحرب، فضلاً عن الموت والألم وهدم العمران، تترك الآن أثراً شديد السلبيّة على علاقاتنا الداخليّة، وعلى القليل المتبقّي من وحدة وطنيّة.فأمام الكارثة المريعة التي أوقعها العدو في قطاع غزة، بات واجباً الأخذ بمبدأ الاجتماع السياسي الذي يضع الجميع أمام مسؤولياته، لا سيما الأطراف القادرة على الإسهام في رحلة الألف ميل حتى استعادة زخم الحضور الفلسطيني على الأرض، وإعادة الإعمار وترميم الكيانية الوطنية، بأوسع مشاركة شعبية وبدون إقصاء.على هذا المسار، يرى الوطنيون الفتحاويون أنفسهم من خلال "التيار" الذي تشكل اضطراراً ورداً على إحدى ممارسات الإقصاء السفيه؛ وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أن "التيار" يحضر بينما مركز الإقصاء يغيب، بل بات الأول، هو مركز التشاور الوطني، الذي الذي يضطلع به القائد سمير المشهراوي ولفيف من إخوته، والغاية هي ضمان ألا يدخل الفلسطينيون في سجالات تفتح ابوابا للنزاع الأهلي، لا سيما السجالات التي تنال من شرف المقاومين الابطال والقادة من جانب، ومن طهارة الدماء الزكية الغالية لأبناء شعبنا، التي أوغل العدو في سفكها. وبخلاف ذلك ليس هناك غاية، ولا سعي إلى حُكم، أو إلى امتلاك قوة شرطية خاصة وغالبة، لها تعداد!