نشر بتاريخ: 2025/07/27 ( آخر تحديث: 2025/07/27 الساعة: 10:15 )

إحياء يوم الزي الفلسطيني في الارجنتين

نشر بتاريخ: 2025/07/27 (آخر تحديث: 2025/07/27 الساعة: 10:15)

الكوفية بوينس آيرس - نظمت سفارة دولة فلسطين لدى الأرجنتين بالتعاون مع كلية الفلسفة والآداب بجامعة بيونس آيرس، فعالية ثقافية بمناسبة "يوم الزي الفلسطيني"، وذلك بافتتاح معرض بعنوان " تطريز: التراث الثقافي الفلسطيني" في متحف الأنثروبولوجيا الارجنتيني (متحف علم الأعراق البشرية) "خوان أمبروسيتي".

ويضم المعرض، مجموعة مختارة من الأثواب الفلسطينية المطرزة التي تمثل مناطق متعددة من فلسطين وتعكس ثراء التنوع الجغرافي والثقافي وتروي نقشاتها وزخارفها، حكايات المرأة الفلسطينية ودورها المركزي في حماية الذاكرة الجماعية.

كما تضمّن المعرض مشغولات فنية مصنوعة من خشب الزيتون والصدف، إضافة إلى صور فوتوغرافية توثق مشاهد من الحياة اليومية الفلسطينية والتراث الفلسطيني بعدسة المصورة الأرجنتينية فيرونيكا رافاييلي. كما ساهمت مجموعة Bordando Luchas "نُطرز نضالاً " الأرجنتينية بأعمال تطريزية مبتكرة عبّرت عن التضامن مع القضية الفلسطينية من خلال تطريز مفتاح العودة وخريطة فلسطين التاريخية والعلم الفلسطيني.

واُفتتح المعرض بحضور عدد من السفراء العرب والأجانب، وشخصيات برلمانية واجتماعية وثقافية، إلى جانب لفيف من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية ومواطنين أرجنتينيين مهتمين بالثقافة وحشد من طلبة كلية الفلسفة والآداب بجامعة بوينس آيرس.

واستهلت الفعالية بكلمة للقائم بأعمال سفارة دولة فلسطين، المستشار الأول رياض الحلبي، عبر فيها عن اعتزازه بتنظيم هذا الحدث الثقافي في احد أعرق المؤسسات الأكاديمية في الأرجنتين، مؤكداً أن "يوم الزي الفلسطيني" ليس مجرد احتفال ثقافي وتراثي ، بل هو مناسبة وطنية تستحضر التاريخ الفلسطيني وتؤكد هوية شعب يقاوم محاولات الطمس والإلغاء الممنهجة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد ان الزي الفلسطيني والتطريز لا يمثلان فقط تراث مادي، بل رسالة بصرية للتعبير عن الانتماء والصمود، تحملها النساء الفلسطينيات على أثوابهن منذ عقود طويلة واجيال متعاقبة، وتُظهر من خلالها تاريخ وهوية شعبها وارتباطه بارضه، وان كل غرزة في الثوب الفلسطيني تمثل حكاية من حكايات المدن والقرى الفلسطينية.

وتوقف القائم بالأعمال مطولاً عند الأوضاع الكارثية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، خصوصاً في قطاع غزة، حيث تدخل حرب التطهير الوحشية التي تقوم بها قوات جيش الاحتلال الاسرائيلية شهرها الثاني والعشرين، مشيراً إلى أن ما يجري في غزة من إبادة جماعية ممنهجة، يتم تحت مرأى العالم، وأن إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح وحرمان السكان من الطعام والمياه والدواء، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وحقوق الانسان وجميع التشريعات القانونية والإنسانية والاخلاقية.

كما نوه الحلبي إلى الانتهاكات المتواصلة في الضفة الغربية، بما فيها القدس، حيث تتعرض الأراضي الفلسطينية للنهب والاستيطان والتهجير وتدمير المخيمات والقرى واعتداءات قطعان المستوطنين، ويمنع الفلسطينيون من الوصول إلى مقدساتهم الإسلامية والمسيحية.

واختتم الحلبي بالتأكيد ان فلسطين تعيش بثقافتها، وثقافتها تحيا بشعبها، وأن برغم الاحتلال والالم، لن يتوقف شعبنا عن النضال بتراثه وفنه وإيمانه بأن الحرية قادمة لا محالة، ومعها قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

من جهته، عبر عميد كلية الفلسفة والآداب بجامعة بوينس آيرس، الدكتور ريكاردو مانيتي، عن اعتزازه بالتعاون مع سفارة فلسطين لافتتاح هذا المعرض المميز، معتبراً أن هذا النوع من الفعاليات يعكس التزام الجامعة بقيم التضامن والعدالة والانفتاح على قضايا الشعوب المناضلة وفي طليعتهم الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ عقود من ويلات الاحتلال.

بدورها، أشادت مديرة المتحف، الدكتورة أندريا بيغورارو، بأهمية استضافة المعرض، في متحف "خوان أمبروسيتي"، الذي يُعد من اهم المتاحف في الأرجنتين المتخصصة في علم الأعراق البشرية، والذي يسعى دائماً إلى تسليط الضوء على ثقافات الشعوب الأصلية، وفلسطين، بما تمثله من تراث أصيل وتاريخ عريق وقضية عادلة، تُمثل نموذجاً حياً لذلك، واختتمت بالتعبير عن تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني وتطلعاته للحرية والاستقلال.

وتخللت الفعالية فقرات فنية وشعرية متميزة أبرزت التنوع الإبداعي في التعبير عن الهوية الفلسطينية، حيث قدمت فرقة "جبل الزيتون" للدبكة الفلسطينية، لوحة بعنوان " الشهيد"، التي عكست عمق الارتباط بالأرض وجسدت نضال الشهداء.

كما قدم شعراء من "الحركة الشعرية العالمية" قصائد مؤثرة لامست الوجدان الإنساني وسلطت الضوء على الألم الفلسطيني، من بينهم الشعراء: سيس لو ميت، غوستافو تيسوكو ونيكولاس أنطونيولي، مؤكدين أن الكلمة، "كإبرة التطريز"، أداة مقاومة ضد الظلم والاحتلال وجرائم الإبادة التي تقترف بحق الشعب الفلسطيني.

وأختمت الفعالية وسط تفاعل كبير من الجمهور، الذي عبر عن إعجابه بالثراء الفني والثقافي الفلسطيني، وعن تضامنه مع شعب يناضل من أجل حريته وهويته وحقه في الحياة.

يُذكر أن المعرض سيكون مفتوحاً أمام الجمهور لمدة أربعة أشهر، مما يتيح الفرصة لآلاف الزوار من مختلف أنحاء الأرجنتين.