نشر بتاريخ: 2025/09/07 ( آخر تحديث: 2025/09/07 الساعة: 17:28 )
حمادة فراعنة

جحيم غزة

نشر بتاريخ: 2025/09/07 (آخر تحديث: 2025/09/07 الساعة: 17:28)

الكوفية وهل كان أهل غزة البواسل، أصحاب المبادرات الكفاحية تاريخياً، من أجل فلسطين وهويتهم وكرامتهم، فأنجبوا القادة من ياسر عرفات إلى أحمد ياسين ورفاقهما الذين صنعوا معجزة الحضور، وإنهاء التبديد والتشويه، ووضعوا شعبهم على الطريق نحو استعادة فلسطين وعاصمتها القدس، مصحوباً بالعزة والعطاء ونبل العطاء والهدف؟

هل كان أهل غزة في الجنة، حتى يعودوا وينتقلوا إلى الجحيم: جحيم المستعمرة، وفق تهديدات الفاشي العنصري المتطرف الوزير إسرائيل كاتس؟

نعم سيكونون في جهنم الجوع والدمار والخراب والموت، ولكنهم لن يكونوا في جحيم الذل والخنوع والقهر والاستسلام، واضح أن لا خيار لفلسطينيي الكرامة والعزة، لفلسطينيي غزة، سوى خيار الصمود والبقاء ودفع ثمن الحفاظ على الكرامة والعزة، واضح أن هذا هو خيارهم، رفضاً لشروط المستعمرة وحربها القاتلة، رغم الوجع والعذابات والموت.

جحيم غزة لن يبقى قهراً ووجعاً وخسارة لأهلها وشعبها، بل سيكون خسارة للمستعمرة في الوقت نفسه، في كشف حقيقتها كمشروع استعماري فاشي عنصري متطرف، مارس القتل والتدمير منذ أول بداياته الاحتلالية التوسعية الاحلالية عام 1948، عام النكبة والاحتلال والتهجير، وها هو يكرر ما سبق وفعله في التدمير والمجازر والتشريد عام 1948، يكرره في الأعوام المتتالية حتى يومنا هذا، وبأشكال أقسى وأفظع وأكثر وحشية، وهو ما كشف حقيقته أمام العالم وانتهى التضليل والكذب والديماغوجيا.

لندقق ونراقب أسطول الحرية والإسناد وفك الحصار والتزويد الغذائي والعلاجي والطبي المقبل عبر البحر من العواصم الأوروبية نحو غزة بسبعين سفينة وقارباً.

ماذا يعني ذلك؟ إنه الانحياز لشعب فلسطين، إلى أهالي غزة، وضد سلوك المستعمرة وجرائمها.

معركة غزة ليست أول المعارك، وليست أول الجرائم، بل هي محطة التضحية على طريق حرية فلسطين واستقلالها، وطريق عودة اللاجئين من مخيمات التشرد واللجوء خارج فلسطين إلى بيوتهم واستعادة أملاكهم، الوقت تأخر نعم، التضحيات كبيرة بالتأكيد، ولكن أهل غزة وسائر فلسطين تعلموا من تضحيات الأشقاء الجزائريين الذين تمكنوا بالمليون ونصف المليون شهيد من هزيمة الاستعمار الفرنسي، ونيل الحرية والاستقلال، وشعب فلسطين، وفي طليعته أهل غزة، على هذا الطريق ولن يكون على غيره.