أصدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني حشد، بيانا صحفيا، الجمعة، أدانت خلاله استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة مما جعل المنطقة منكوبة ومدمرة وغير صالحة للحياة مستخدما كل أدوات القتل بما فيها نشر الجوع والعطش والفوضي والتشرد والأمراض .
وفيما يلي نص البيان:
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” تتابع بإدانة شديدة وقلق بالغ مواصلة دولة الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب أبشع جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية بحق أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، للشهر الواحد والعشرين على التوالي، وسط عجز دولي فاضح يصل حدّ التواطؤ، وفي ظل تغيب وتجاهل إعلامي ودولي لجرائم الابادة الجماعية التي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي الامعان في تنفيذها الى جوار مواصلة تعميق المجاعة وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية الامر الذي يعصف بكل مقومات الحياة في القطاع ويجعل القطاع منطقةمنكوبةغير صالحة للحياة، ويهدد بانهيار الخدمات الحيوية، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية تقترب من نقطة اللاعودة.
وفي جرائم جديدة، ادى القصف المتواصل في مختلف مناطق القطاع منذ فجر اليوم الى استشهاد (72) فلسطينيًا، واصاية(174 )في سلسلة من المجازر طالت المدنيين في بيوتهم وخيام النازحين وامام مراكز توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية، ووفقا للتفاصيل فقد استشهد صباح اليوم 10 شهداء من المدنيين المجوعين المنتظرين علي شارع صلاح الدين قرب مركز المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية وسط القطاع عند محور نتساريم العكسري ، فيما ادي القصف الإسرائيلي من قبل طائرة مسيرة إسرائيلية لخيمة تأوي نازحين الس استشهاد (3) مواطنين بينهم طفلين، في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة، فيما استشهد (6 ) مواطنين في قصف على مجموعة قرب دوار الشهداء بمخيم البريج وسط قطاع غزة. و شهيدة ومصابون في استهداف شقة سكنية محيط مطعم التايلندي بغزة و (3) شهداء وجرحى بقصف طيران الاحتلال مبنى داخل مدرسة الدرج قرب موقف جباليا، شرق مدينة غزة و (4) شهداء ومصابون جرّاء قصف طائرات الاحتلال مدرسة أسامة بن زيد التي تؤوي نازحين في منطقة الصفطاوي شمالي غزة. ليرتفع بذلك عدد الشهداء ممن وصلوا المستشفيات منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر حتى اللحظة إلى أكثر من (56.331 ) ألف شهيد فيما بلغ عدد الجرحى اكثر من(138.260) جريح ، وفقا وزارة الصحة، بينما لا تزال عشرات الآلاف من الجثث تحت الأنقاض ومن بين هذه الحصيلة (6.008) شهيد منذ 18 مارس 2025، و570 شهيد امام مراكز توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية.
الهيئة الدولية”حشد”: يستمر الإحتلال الاسرائيلي في تقليص مساحة قطاع غزة الامنة حيث اصبحت 82% من مساحة القطاع اما مناطق عمليات عسكرية او تخضع لأوامر النزوح القسري ما بجعل المدنيين في مواجهة دائمة مع الموت في ظل غياب الملاذ الآمن الاف النازحين الذين لجأوا الى أنقاض المنازل والشوارع والأراضي المكشوفة بينما يعيشون دون طعام أو ماء أو دواء وفي ظل ظروف اقل ما توصف بكونها كارثية .
الهيئة الدولية “حشد” : تتابع بقلق بالغ واستنكار مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين المجوعين وبشكل يومي متعمد امام مراكز توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية، التي تحولت لمصائد للموت وباعتراف جنود الاحتلال وفقا لتحقيق أجرته صحيفة هارتس الاسرائيلية حيث اطهرت اعترافات الجنود صدور أومر لهم بقتل طالبي المساعدات بمختلف أنواع الأسلحة رغم انهم لم يشكلو اي خطر او تهديد علي جنود الاحتلال الإسرائيلي، وفي تاكيد اضافي علي ما اكدته الهيئة الدولية وباقي المنظمات الإنسانية والحقوقية سابقا من تعمد ارتكاب جرائم الإبادة الوحشية بحق المدنيين المجوعين الذي قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منهم 570 شهيد وجرحت (4066) جريح و(39) مفقوداً، اخرها كان مقتل (10) صباح هذا اليوم.
الهيئة الدولية “حشد” تدين مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف الصحفيين وقتلهم وترويعهم بهدف منعهم من التغطية الإعلامية، حيث رصدت الهيئة تكرار عمليات الاستهداف المتعمد للصحفيون والتي كان اخرهم اليوم باستشهاد الصحفي أحمد سعد، ليرتفع بذلك عدد شهداء الصحافة الى(227 ) شهيد.
الهيئة الدولية”حشد”: تدين الاعتداء الوحشي الذي طال مجمع ناصر الطبي وتعتبره جريمة تستوجب المحاسبة لكل من شارك في هذا الاعتداء الإثم، حيث اقدمت مجموعة من المواطنين المحسبوبين علي احد العائلات امس على إطلاق النار داخل المستشفى، والاعتداء علي العاملين فيه والموجودين فيه، وتخريب محتوياته، وإحراق عدد من سيارات الإسعاف. واذ تحذر الهيئة من مخاطر تزايد حالات الاعتداء علي المؤسيات العامة وانتشار حالة الفلتان والفوضى بما في ذلك ظواهر الغلاء والاحتكارات والاعتداء علي المواطنين، و الشجارات العائليه واستخدام القوة من قبل أفراد مسلحين محسوب بعضهم علي الفصائل في الاعتداءات علي المواطنين دونما محاكمة عادلة ، الامر الذي يساهم في تغيب مباديء سيادة القانون ويدفع تجاه الفوضي وتهتك النسيج الاجتماعي وانهيار أسس السلم الأهلي .
الهيئة الدولية”حشد”: تواصل سلطات الاحتلال إغلاق المعابر في قطاع غزة وتمنع ادخال المساعدات منذ ما يقارب 4 أشهر فيما سمحت بادخال عدد قليل جدا من الشاحنات والتي لا تلبي الحد الادنى من الاحتياجات ما عرض 2.4 مليون إنسان في القطاع بينهم مليون و100 طفل وأكثر من نصف مليون امرأة إلى كوارث إنسانية غير مسبوقة اخرها كان وفاة (2 ) رضيع في مستشفى ناصر بمدينة خانيونس جراء نقص التغذية والعلاج اللازمين ليرتفع بذلك عدد ضحايا الجوع ونقص الدواء الى (244) شهيد.
الهيئة الدولية “حشد” ترفض تكرار الادعاءات والمزاعم الإسرائيلية التي تقول بأن “حماس تسيطر على المساعدات وتسرقها” وتؤكد انها ادعاءات ومزاعم كاذبة ومضللة لم تقدم إسرائيل بشأنها أي أدلة موضوعية، بل تتناقض مع تأكيدات المنظمات الدولية العاملة في القطاع، ومنها منظمة “أنيرا الدولية”، التي أفادت بوصول المساعدات بسلام إلى مستودعاتها، بعد تأمين وصولها من قبل العشائر في شمال القطاع ، كما أن منظمة برنامج الأغذية العالمي (WFP) كانت قد أعربت عن نيتها وقف تنسيق إدخال المساعدات بسبب آليات التوزيع الفوضوية التي يفرضها الاحتلال عمدًا.
الهيئة الدولية”حشد”: تتابع بقلق بالغ عمليات نهب المساعدات المقصودة و التي تتم بايدي عصابات موجهة من قبل الاحتلال الاسرائيلي في الوقت الذي يرفض فيه تنظيم عملية توزيع المساعدات و تتعمد فيه استهداف عناصر الشرطة وفرق تامين المساعدات الانسانية سعياً منها لبث الفوضى والتي كان اخرها ظهر امس الخميس 26 حزيران/يونيو 2025، حيث جرى استهداف مجموعة من عناصر الأمن والمدنيين الفلسطينيين في مدينة دير البلح، وذلك خلال تنظيمهم عملية تأمين توزيع المساعدات الإنسانية، حيث أقدم الاحتلال على استهدافهم بشكل مباشر قرب دوار البركة، ما أدى إلى استشهاد( 17) مواطنًا، غالبيتهم من النساء والأطفال.ليرتفع بذلك عدد الشهداء من عناصر تأمين المساعدات الى أكثر من( 800 ) عنصر.
الهيئة الدولية”حشد” تعبر عن قلقها البالغ ازاء وصول اقراص مخدرة للمواطنين من نوع “oxycodone” داخل أكياس الطحين التي توزع في مراكز المساعدات الأمريكية_ الاسرائيلية حيث وثق وبحسب مكتب الاعلام الحكومي شهادات 4 مواطنين كانوا قد عثروا عليها داخل اكياس الطحين ومن المحتمل ان تكون هذه الحبوب قد تم اضافتها وبشكل متعمد من قبل الاحتلال الإسرائيلي بهدف نشر الادمان وتدمير النسيج الوطني الفلسطيني ، فيما كشف الطيب حسام حمودة عن احتواء بعض أكياس الدقيق المقدم من مركز المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية علي دواء الاوكسيكودون شديد الخطورة والذي يؤدي الي اعراض ضعف الجهاز التنفسي وفقدان الوعي والهلوسةوالسلوك العدواني. الامر الذي يتطلب فتح تحقيق دولي جاد في استخدام المساعدات كادة ابادة واهلاك للسكان في قطاع غزة من قبل الاحتلال الاسرائيلي والشركة الأمريكية-الإسرائيلية لتوزيع المساعدات.
الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”: واذ تدين استمرار حالة العجز الدولي والتقاعس عن مواجهة جرائم الإبادة والتجويع والعدوان المتواصل في غزة وباقي الجرائم المتصاعدة التي ترتكب بحق المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس والتي ترقي لمستوى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، واذ تحمل سلطات الاحتلال الاسرائيلي والادارة الامريكية المسؤولية الكاملة عن جميع الجرائم والانتهاكات المستمرة والتي تشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي الانساني واتفاقية منع الابادة الجماعية 1948 وميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية وقرارات مجلس الامن ومحكمة العدل الدولية، واذ تؤكد على ان صمت المجتمع الدولي وعجزة عن وقف جرائم الإبادة الجماعية عدا عن كونه اهدار لقيم الإنسانية وقواعد القانون الدولي وقبول بشريعة الغاب فهو شراكة فعلية في جريمة الإبادة، ويهدد بانهيار معايير القانون الدولي ومبادي الإنسانية، اذ تدعو الإعلام العالمي والعربي واحرار العالم إلى كسر حاجز الصمت والعجز والتركيز على فضح جرائم الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج ، واذ تعبر عن رفضها القاطع لاعمال السطو والاعتداء على المساعدات الانسانية التي تمثل شريان الحياة لسكان قطاع غزة المنكوبين والمجوعين ؛ واذ تحذر مجددا من سياسات الاحتلال الهادفة إلى تفكيك النسيج الاجتماعي، ودفع القطاع نحو الفوضى والاقتتال الداخلي، ضمن استراتيجية لتدمير أسس السلم الأهلي وجعل القطاع منطقة منكوبة غير صالحة للحياة ينتشر فيها الجوع والأمراض والجريمة بما يعزز من فرص افراغ القطاع من سكانه ودفعهم للهجرة خارج الارضي الفلسطينية،فانها تسجل وتطالب بما يلي:
الهيئة الدولية “حشد”: تدعو المجتمع الدولي والدول الموقعة على اتفاقيات منع الابادة الجماعية واتفاقية جنيف الى اتخاذ تدابير فورية وعاجلة ملزمة لوقف جريمة الإبادة الجماعية وضمان تدفق المساعدات الانسانية والطبية العاجلة دون شرط او قيد وتحت اشراف الامم المتحدة والغاء الالية الأميركية – الاسرائيلية الغير قانونية والغير اخلاقية لتوزيع المساعدات.
الهيئة الدولية “حشد”: تطالب دول العالم بمقاطعة دولة الاحتلال الإسرائيلي وفرض العقوبات عليها بما في ذلك حظر تصدير السلاح ومحاسبة قادتها السياسيين والعسكريين أمام المحاكم الدولية ودعم عمل محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية وبما يضمن حماية اسس العدالة وانصاف الضحايا.
الهيئة الدولية “حشد”: تطالب بتوفير الحماية الدولية الفورية لسكان قطاع غزة عبر آليات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وعبر صيغة متحدين من اجل السلام لضمان تشكيل تحالف دولي انساني وقوة حفظ السلام في إطار رؤية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، لضمان حماية المدنيين والمنشئات المدنية وتوفير مناطق وممرات إنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية والاغاثية.
الهيئة الدولية “حشد”: تطالب بالعمل على تمكين الأونروا وباقي المنظمات الإنسانية من أداء مهامها دون قيود او عراقيل من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وضمان حماية العاملين فيها وباقي العاملين في المجال الإنساني.
الهيئة الدولية “حشد”: تطالب المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية في الولايات المتحدة بالتحرك امام القضاء الامريكي والقضاء الدولي لملاحقة الأمريكيين المسؤولين والمشاركين في الجرائم المرتكبة ضد المدنيين وخاصة الشركات الأمريكية المسؤولة عن مراكز توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية.
الهيئة الدولية “حشد” تدعو احرار العالم لمواصلة الجهود والتحركات الشعبية للضغط على الدول الثالثة للقيام بواجباتها الأخلاقية والقانونية لوقف حرب الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وانهاء الاحتلال الإسرائيلي وتفكيك منظومة الاستعمار الاستبطاني العنصرية.