القدس المحتلة - قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري في حركة فتح والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في الحركة، إنّ "ابادة ملامح الحياة من قطاع غزة ونسف بنيتها المدنية والمعيشية هو تنفيذ واعٍ لعقيدة إسرائيلية ترتكز على تطهير عرقي يعتبر الوجود الفلسطيني عبئًا وجوديًا يجب التخلص منه عبر تدمير شامل ومقصود لمقومات الصمود الإنساني." وأوضح دلياني أن هذه السياسات الأجرامية الاسرائيلية تمثل مشروع إبادة بنيوية، طالت لغاية الان ٩٠٪ من البُنى المدنية، وتسعى إلى إفراغ الجغرافيا من سكانها الأصليين، وتكريس واقع استعماري إحلالي يستبدل هوية المكان بإملاءات القوة العسكرية الابادية والمشروع الاستعماري الصهيوني."
وأوضح القيادي الفتحاوي أن دولة الاحتلال لم تَعُد تبذل جهد في تبرير جرائمها أو تمويه أهدافها امام المجتمع الدولي، بل انتقلت إلى مرحلة العلنية السياسية في تنفيذ خطة اقتلاع شعبنا، مستخدمة أدوات التدمير العسكري بوصفها وسيلة مركزية لإعادة تشكيل الواقع الديمغرافي في قطاع غزة. وأشار إلى أن المجازر التي حصدت أرواح ما يزيد عن 56,000 فلسطيني وفلسطينية، 70% منهم من النساء والأطفال، إلى جانب إصابة أكثر من 130,000 آخرين بجراح، هي أرقام موثقة لسياسة إبادة جماعية موجّهة وهادفة لإفراغ الأرض من أهلها.
وتابع دلياني أن ما تطلق عليه دولة الاحتلال مصطلح "المناطق العازلة" يُخفي خلفه مشروعًا لتوسيع السيطرة الاستعمارية من خلال إزالة كل ما يشير إلى الحياة الفلسطينية. فقد تم تدمير آلاف المنازل والمنشآت التجارية والصناعية، ومحو أكثر من نصف الأراضي الزراعية، وذلك ضمن سياق ميداني واضح يسعى إلى فرض واقع جديد يجرّد غزة من متطلبات الحياة الأساسية.
وأشار دلياني إلى أن ما كشفته شهادات جنود الاحتلال، التي سُربت لوسائل إعلام إسرائيلية معارضة، يُعد دليلًا قاطعًا على الطبيعة المدروسة لهذه العمليات، إذ تؤكد تلك الشهادات أن أعمال الهدم تتم بعد انتهاء النشاطات القتالية، في بيئة خالية من أي عمل مُقاوم. هذا يدل على أن التدمير ليس رد فعل ميداني، بل قرار سياسي وعقيدة قتالية تنظر إلى الحضور الفلسطيني بوصفه عقبة يجب إزالتها.