الأراضي المحتلة - أكد ضباط كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن الحرب على قطاع غزة استنفدت نفسها، في حين أن موقف حركة "حماس" ثابت ولم يتغير.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الاثنين، عن الضباط قولهم إنهم لا يرصدون تغييرا في شروط حركة "حماس" من أجل إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى في أعقاب الحرب على إيران، رغم أن تقديرات الجيش تشير إلى أن "حماس" معنية بالتوصل إلى اتفاق.
وبينت الصحيفة أن ما يسمى جهاز الأمن الإسرائيلي يرجح احتمالات التوصل إلى اتفاق، بالنظر إلى تغيير في الرأي العام الإسرائيلي، الذي بات يؤيد إنهاء الحرب من خلال اتفاق تبادل أسرى، وإلى احتجاجات عائلات الجنود المنهكين، والتراجع العام في تأييد الجمهور الإسرائيلي لأهداف الحرب.
ويرى الضباط أن الحرب على غزة استنفدت نفسها، بسبب إرهاق الجنود من جهة، وبسبب عدد الجنود القتلى المرتفع منذ أن خرقت "إسرائيل" وقف إطلاق النار واستأنفت الحرب على غزة في مارس/ آذار الماضي.
وقال ضابط كبير للصحيفة إنه "لا توجد ضربة نوجهها إلى حماس بعد سنتين من الحرب، وفي وضع الحركة الحالي، التي ستؤدي إلى نتيجة مختلفة عن تلك التي نتواجد فيها اليوم".
وحسب الضابط نفسه فإنه "بالإمكان الاستمرار في توغل آخر وممارسة ضغط آخر، لكن لدينا مخطوفين هناك، وهذه قيود كبيرة للغاية في القتال، وتتسبب بتوتر في صفوف القوات في الميدان".
وأشارت "هآرتس" إلى أن الجيش وضع تحذيرا أمام المستوى السياسي بضرورة إعادة النظر في الاعتماد على "مؤسسة غزة الإنسانية" وحراسة الجيش لمراكز توزيع المساعدات.
ويدعي جيش الاحتلال أنه في حال انسحابه من القطاع في إطار اتفاق، سيكون من الصعب ضمان دخول آمن للمساعدات الإنسانية ومنع "حماس" من السيطرة عليها.
ونقلت القناة 13 العبرية عن مصادر عسكرية في جيش الاحتلال تأكيده، بأن عملياته البرية داخل قطاع غزة "بدأت تصل إلى نقطة تكون فيها قد استنفذت نفسها"، مشيرًا إلى أن شن المزيد من الهجمات الكبيرة بات "يشكل خطرًا على حياة المحتجزين الإسرائيليين" في القطاع.
يأتي ذلك في وقت كشفت فيه وسائل إعلام إسرائيلية أن اجتماع المجلس الأمني المصغر "الكابينت"، الذي عقد الليلة الماضية لمناقشة مستقبل الحرب على قطاع غزة، انتهى من دون التوصل إلى أي قرار بسبب خلافات حادة بين القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية.
وشهد الاجتماع، الذي عقد بمقر قيادة الجيش الجنوبية بمشاركة أعضاء في "الكابينت" وكبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية، جدلا بين المسؤولين الحكوميين والقادة العسكريين، إذ عبّر أعضاء في الحكومة عن رفضهم لادعاء الجيش أن عملية "عربات جدعون" شارفت على نهايتها، مؤكدين أن "حماس" لم تُهزم بعد.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر عسكرية أن الجيش يعارض احتلال غزة بالكامل، ويفضل التوصل إلى صفقة تبادل، كما تطالب قيادة الجيش وفي مقدمتها رئيس الأركان، القيادة السياسية بتحديد الخطوات المقبلة في غزة.
من جانبها، نقلت القناة 13 العبرية عن مصادر قولها، إن الجيش يرى أن حرب غزة بلغت حدها، في حين يرى نتنياهو ضرورة استمرار القتال إن لم يتم التوصل إلى صفقة.
أما هيئة البث العبرية، فنقلت عن مصادر قولها إن مسؤولين أمنيين أكدوا وجود فرصة نادرة لإحداث تغييرات في منطقة الشرق الأوسط، حيث ترى القيادة الأمنية ضرورة ترجمة ما سمته "الإنجاز في إيران وغزة" إلى اتفاق يعيد الأسرى الإسرائيليين.