أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، مساء الأربعاء، عن نفاد القبور في معظم مناطق القطاع، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتصاعد أعداد الشهداء، مشيرة إلى أن الواقع المأساوي دفع الأهالي إلى استخدام ساحات المستشفيات والمدارس والمنازل كمواقع طارئة للدفن.

وأوضحت "الأوقاف" في بيانٍ، أن الاحتلال دمّر منذ أكتوبر 2023 أكثر من 40 مقبرة كليًا أو جزئيًا، ومنع المواطنين من الوصول إلى العديد من المقابر الواقعة ضمن مناطق سيطرته العسكرية، ما أدى إلى استنزاف المقابر القائمة وتفاقم العجز الحاد في أماكن الدفن.

وأكدت أن استمرار الحصار ومنع دخول الأكفان، ومواد البناء، والمستلزمات الأساسية لتجهيز القبور، حرم الشهداء من حقهم في الدفن وفقًا للضوابط الشرعية.

وأضافت أن قرارات الاحتلال بفرض الإخلاء والنزوح القسري نحو مناطق "المواصي" ساهمت في تقليص المساحات المتاحة للدفن، ما أدى إلى تكدّس جثامين الشهداء في المستشفيات، وسط عجز كامل عن استيعاب الأعداد المتزايدة.

وناشدت "الأوقاف" عاجلة للدول العربية والإسلامية، والمؤسسات الإغاثية، وأهل الخير للمشاركة في حملة "إكرام" لبناء قبور مجانية تليق بكرامة الشهداء وتوفير المستلزمات الأساسية للدفن، باعتبارها أولوية إنسانية ودينية ملحّة.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواجه السكان أوضاعًا إنسانية كارثية تتفاقم يومًا بعد يوم، ومع ارتفاع أعداد الشهداء إلى عشرات الآلاف، باتت أزمة الدفن واحدة من التحديات غير المسبوقة التي تواجه المجتمع الغزي، خاصة في ظل الاستهداف المباشر للمقابر، ومنع الوصول إليها، وغياب المواد اللازمة لتجهيز القبور.