بينما تتجه أنظار العالم نحو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للوفاء بوعده حول وقف إطلاق النار في غزة، من خلال هدنة الستين يوماً والتي يعد بأن تكون بدايةً لمسارٍ يفضي إلى وقف الحرب نهائياً.
وبينما كانت التقديرات المتفائلة تتجه نحو انتظار إعلانٍ دراماتيكي من الرئيس ترامب، بنجاحه في التوصل إلى الصفقة التي تُنسب إلى مبعوثه ويتكوف، أُعدّت مأدبةٌ احتفالية تجاوزت المعتاد في اللقاءات الرسمية، التي غالباً ما تتم في المكتب البيضاوي، ما اعتبر تكريماً خاصاً لنتنياهو، وتمهيداً للمحادثات الرسمية التي من المقرر أن تتم في وقتٍ لاحق.
لا جديد مثير في أي لقاءٍ يتم بين ترامب ونتنياهو، فالرجلان يعملان معاً في جميع الملفات الساخنة في الشرق الأوسط، وترتبط دولتيهما بعلاقاتٍ استراتيجيةٍ هي الأكثر قوةً وتميزاً من كل علاقات أمريكا مع باقي دول العالم.
غير أن الوليمة الاحتفالية تميّزت بنفاقٍ أدّاه نتنياهو الذي عزف على وتر نرجسية ترامب، بأن قدّم له وثيقة إسرائيليةً أُرسلت لهيئة جائزة نوبل، تزكّي ترمب بأهليته في الحصول عليها.
لم ينتبه ترامب أو حتى لو انتبه لحقيقة أن الذي قام بالتزكية، هو رجل مطلوبٌ لمحكمة الجنايات الدولية، ومطلوبٌ وحكومته لمحكمة العدل الدولية، ومطلوب اعتقاله من قبل العديد من الدول الملتزمة بهاتين المحكمتين، وهذا ما يضع مانحي نوبل أمام خيارين، فإمّا منح ترامب الجائزة، وساعتها تكون قد أجهزت على ما تبقى من قيمةٍ أخلاقيةٍ وإنسانيةٍ لها، وإن استبعدوا منحها يكونوا أنقذوا سمعة الجائزة ولو إلى حين.
إن ترشيح نتنياهو لترامب، لا يستحق الاحتفال بقدر ما يستحق الحذر، فهل يدرك ترامب هذه الحقيقة، أم أنه غافلٌ أم متغافلٌ عنها.... سنرى.