أعلنت ما تسمى وزارة أمن الاحتلال، اليوم الخميس، عن توقيع اتفاقية مع الصناعات الجوية الإسرائيلية لتسريع وتوسيع إنتاج صواريخ "حيتس" الاعتراضية، وذلك بعد الاستخدام الكثيف لها خلال الحرب الأخيرة ضد إيران.
وجاء في بيان رسمي أن الوزارة أبرمت "طلبية واسعة النطاق" لتعزيز وتيرة الإنتاج التسلسلي لصواريخ "حيتس"، في خطوة تهدف إلى تزويد جيش الاحتلال بكميات إضافية كبيرة من هذه الصواريخ.
وقال مدير عام الوزارة، أمير برعام، إن منظومة "حيتس" أثبتت فعاليتها الاستثنائية خلال الحرب، مشيرًا إلى أن عمليات الاعتراض التي نُفذت ساهمت في إنقاذ أرواح وتقليص الخسائر الاقتصادية بشكل ملموس. وأكد أن تسريع الإنتاج يدخل ضمن الإستراتيجية الأوسع لتعزيز القدرة القتالية وتوفير الجاهزية لجولات قتال مقبلة.
وأوضح البيان أن منظومة "حيتس"، المطوّرة بالشراكة مع وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية (MDA)، تُعد من أكثر أنظمة الدفاع تطورًا في العالم، وهي مصمّمة لاعتراض التهديدات الباليستية في الطبقات العليا من الغلاف الجوي.
ويشارك في المشروع عدد من الشركات الإسرائيلية، منها "إلبِت سيستمز"، و"رفائيل"، و"تومر"، إضافة إلى الشركة الأميركية "ستارك"، في إطار التعاون الإسرائيلي-الأميركي لتطوير منظومة الدفاع الجوي متعددة الطبقات، التي تشمل أيضًا "مقلاع داوود" و"القبة الحديدية".
من جهته، صرّح داني غولد، رئيس قسم البحث والتطوير في وزارة أمن الاحتلال، أن تسريع إنتاج صواريخ "حيتس" جزء من خطة لتكثيف الإنتاج العسكري وتزويد الجيش بأسلحة دفاعية وهجومية متطورة، مشيرًا إلى أن التقدم التكنولوجي الحالي يسمح بتحقيق ذلك بفاعلية أكبر.
أما مدير عام الصناعات الجوية الإسرائيلية، بوعاز ليفي، فاعتبر أن القرار يعكس التزام دولة الاحتلال بحماية مواطنيها، مؤكّدًا أن الأداء المتميز للمنظومة خلال الحرب الأخيرة يعكس ثقة الدولة بالكوادر الفنية. كما أشار إلى استمرار العمل على تطوير الجيل المقبل من المنظومة "حيتس 4".
وخلال الحرب ضد إيران، استخدمت إسرائيل صواريخ "حيتس 2" و"حيتس 3"، إلى جانب صواريخ THAAD الأميركية التي تم نشرها جنوبي البلاد منذ أكتوبر الماضي. وتشير التقديرات إلى إطلاق نحو 195 صاروخ اعتراض خلال المواجهة: 80 من "حيتس 3"، و22 من "حيتس 2"، و93 من طراز THAAD، وسط احتمالات بوجود عمليات لم يتم توثيقها بالكامل، ومشاركة سفن أميركية مجهّزة بمنظومة AEGIS في بعض عمليات الاعتراض.
وبحسب التقديرات، تتراوح كلفة الصاروخ الواحد من "حيتس 2" و"حيتس 3" بين 2 و3 ملايين دولار، ما يعني أن الاحتلال أنفق ما يقارب ربع مليار دولار على هذه الصواريخ وحدها، دون احتساب تكاليف صواريخ "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود" التي استُخدمت لاعتراض تهديدات أخرى.