نتنياهو بين الصفقة الجزئية والحرب الطويلة.. هل يحسم الكابنيت اليوم؟
نشر بتاريخ: 2025/08/21 (آخر تحديث: 2025/08/21 الساعة: 19:04)

بينما يترقب الوسطاء الإقليميون والدوليون الرد الإسرائيلي الرسمي على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تتجه الأنظار إلى جلسة الكابنيت المقررة اليوم الخميس، التي يُتوقع أن تحدد ملامح الموقف: هل يقبل نتنياهو بالعرض، أم يرفضه ويمضي في الحرب؟ الساعات القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.

مفاوضات خلف الكواليس

ورغم استمرار الحراك غير المعلن بشأن ملف الأسرى، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قلّص من اهتمامه بالصفقة الجزئية التي طرحتها حماس، من دون أن يغلق الباب أمامها نهائيًا.

فالصفقة المقترحة تتحدث عن إفراج الحركة عن عشرة أسرى إسرائيليين مقابل هدنة مؤقتة، لكن نتنياهو يصرّ على أن المطلوب اتفاق شامل ينهي الحرب بشكل كامل، وهو موقف ينسجم مع الضغوط الأميركية الرامية إلى فرض تسوية شاملة لا مجرد تهدئة مرحلية.

شروط ثقيلة واتجاه واضح

تقوم الرؤية الإسرائيلية لأي اتفاق شامل على ثلاثة شروط مركزية:

نزع سلاح حماس والقطاع كليًا.

إبعاد قادة الحركة خارج غزة.

إقصاء حماس عن أي حكومة فلسطينية مستقبلية.

وفي الوقت الذي يرى بعض المسؤولين أن العمليات العسكرية قد تتوقف فور قبول هذه الشروط، يؤكد نتنياهو أن الحرب لن تنتهي إلا إذا بقيت إسرائيل ممسكة بالملف الأمني في غزة، مع نقل الإدارة المدنية إلى كيان دولي لا يتبع لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية.

استراتيجية الحرب الطويلة

التقديرات العسكرية الإسرائيلية تتحدث بوضوح عن أن تحقيق هذه الأهداف يحتاج من ثلاث إلى خمس سنوات من القتال المستمر، ما يعني أن قرار الكابنيت – في حال اعتماده – سيكون بمثابة تفويض لحرب استنزاف طويلة المدى، لا مجرد عملية عسكرية محدودة.

خيارات نتنياهو المعلّقة

المشهد السياسي يضع نتنياهو أمام ثلاثة مسارات محتملة:

القبول بصفقة جزئية مؤقتة.

رفضها كليًا ومواصلة الحرب.

المناورة بالتفاوض لكسب الوقت تحت الضغط الداخلي والخارجي.

غير أن مسؤولين مقربين من نتنياهو يشيرون إلى أنه يعتبر أن وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا قد يجعل استئناف الحرب لاحقًا شبه مستحيل، وهو ما يجعله أكثر ميلًا لتجاهل الصفقة الجزئية، رغم الضغوط المتزايدة من عائلات الأسرى والبيت الأبيض.

القرار الحاسم

اليوم، بينما يجتمع الكابنيت لبحث خطط احتلال مدينة غزة، تبقى الأنظار معلقة على قرار نتنياهو ووزيره ديرمر، وسط توقعات بأن يُحسم الرد الإسرائيلي في الساعات المقبلة.

وبين الحرب الطويلة والتسوية الشاملة، يبقى السؤال: هل يختار نتنياهو الصفقة الآن أم يؤجلها لصالح معركة بلا أفق زمني؟