الدم الغزي مباح في كل مكان وزمان
نشر بتاريخ: 2025/09/10 (آخر تحديث: 2025/09/10 الساعة: 19:34)

بينما كانت طاولات الوسطاء مزدحمة بالمقترحات والوعود. وبينما كان الحديث يدور عن حلول ووقف نار محتمل. اختارت إسرائيل أن تنفذ عمليتها في هذا التوقيت بالذات. رسالة واضحة: لا هدنة الآن. بل استمرار للحرب حتى تدمير ما تبقى من أبنية وحياة في غزة واستكمال مخطط التهجير الذي يُسمى زورًا "طوعيًا" بينما هو في حقيقته أبشع أنواع الإجبار بالنار والجوع والرعب.

واشنطن كعادتها تخرج بمشهد هزيل: البيت الأبيض يزعم أنه لم يعلم إلا "في اللحظة الأخيرة" ثم يتظاهر بالغضب في العلن فيما يكشف اتصال ترمب الفوري بنتنياهو وتبريره للعملية بأنها "قد تقود إلى السلام" حجم التواطؤ. هذا ليس ارتباكا بل تنسيق محكم إسرائيل تضرب أميركا تغطي وتزين المشهد بكلمات دبلوماسية مخادعة.

حتى التصريحات المتناقضة تكشف الكذب البيت الأبيض ينفي أن منشور ترمب قبل يومين عن "الفرصة الأخيرة لحماس" له علاقة بالهجوم بينما التوقيت يفضح كل شيء. تهديد علني يتبعه تحرك عسكري مباشر. ثم بعد الضربة يقول علنا انا حذرت وقلت انها الفرصة الأخير’ كيف يمكن للعالم أن يصدق بعد كل هذا أن واشنطن لم تكن شريكة؟

أما إسرائيل فهي لا تكتفي باستباحة دم غزة بل تستضعف كل العرب وتستبيح أرضهم ليلًا ونهارًا في جرائم علنية مخالفة للقانون الدولي مهددة للأمن والسلم الدوليين. جرأة الاحتلال في انتهاك كل الأعراف لم تأتِ من فراغ بل من تشتت المواقف العربية وضعفها ومن غياب الوحدة والقوة التي كان يمكن أن تردعها.

أثر العملية على غزة ليس مجرد ضربة عابرة بل جزء من مسار واضح استكمال الاهداف تدمير متدرج. تهجير ممنهج. ومحو ملامح الحياة وبينما يستعرض البيت الأبيض غضبًا زائفًا وتل أبيب تواصل بطشها

تظل غزة وحدها في مواجهة آلة القتل تدفع دمًا كل يوم ثمن صمت العالم وتواطؤ الأقوياء.

الحقيقة اليوم لا تحتاج إلى دبلوماسية: أميركا شريك مباشر في كل ما يحدث، وإسرائيل كيان مارق يستضعف الأمة العربية ويدوس على القانون الدولي بلا حساب..

وما لم تتوحد المواقف ويُبنى على قوة لا على بيانات، سيبقى الدم الغزي وحتى العربى مباحًا في كل مكان وزمان.

الله غالب