رام الله - تشارك دولة فلسطين، ممثلة بسلطة جودة البيئة، المجتمع الدولي في إحياء اليوم الدولي لحفظ طبقة الأوزون الذي يصادف 16 أيلول/ سبتمبر من كل عام، تحت شعار "من العلم إلى العمل العالمي"، تأكيدا ًعلى أهمية تحويل المعرفة العلمية إلى التزامات وسياسات عملية لحماية الحياة على كوكب الأرض.
وصادقت دولة فلسطين عام 2019 على اتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال، وانضمت إلى الاجتماعات الدولية المعنية، وكان آخرها الاجتماع السابع والأربعون للفريق العامل مفتوح العضوية في بانكوك (تموز/ يوليو 2025)، حيث تقدمت فلسطين بمقترح رسمي يطالب بمنحها جداول زمنية مرنة ودعماً فنياً ومالياً لتطبيق الالتزامات المترتبة عليها، وهو مقترح سيُستكمل بحثه في اجتماع الأطراف المزمع عقده في العاصمة الكينية نيروبي في نوفمبر القادم.
ورغم التحديات الهائلة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، الذي يمارس "إبادة بيئية" ممنهجة من خلال القصف الذي دمَّر البنية التحتية في قطاع غزة وأدى إلى انبعاث غازات دفيئة وتلوث التربة والهواء والمياه، وانهيار أنظمة المياه والصرف الصحي، وانتشار النفايات الخطرة بما فيها الأسبستوس والمخلفات الصناعية والطبية، إضافة إلى سياسات المصادرة والتجريف والتوسع الاستعماري الاستيطاني، وانبعاثات مصانع المستعمرات في الضفة الغربية التي تتجاوز 6 ملايين طن مكافئ ثاني أكسيد الكربون (CO2) سنوياً، تواصل فلسطين التزامها الأخلاقي والوطني بحماية البيئة.
ونجحت فلسطين في خفض استهلاك المواد المستنفدة لطبقة الأوزون من 31.9 طن (ODP) عام 2019 إلى صفر منذ عام 2022 وحتى 2024، وهو إنجاز وطني يساهم في حماية الأوزون والحد من تغير المناخ، لكن التحدي الجديد يتمثل في تزايد استهلاك بدائل مثل مركبات الكربون الهيدروفلورية، ما يتطلب تعزيز التزامنا بتطبيق تعديل كيغالي، ورفع وعي القطاعين العام والخاص للتحول إلى بدائل صديقة للبيئة وموفرة للطاقة، وتطوير الشراكات والبحث العلمي في هذا المجال.
وأكدت سلطة جودة البيئة أن حماية طبقة الأوزون قضية إنسانية عالمية، وهي جزء لا يتجزأ من حق الشعب الفلسطيني في بيئة نظيفة وخالية من الاحتلال والتلوث والاستيطان الاستعماري. ورغم الظروف القاسية، فإن فلسطين ماضية في التزاماتها الدولية من أجل حماية المناخ وضمان مستقبل آمن وصحي للأجيال القادمة، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وإنهاء الاحتلال الذي يشكل التهديد الأكبر للبيئة الفلسطينية.