في ليل النزوح
نشر بتاريخ: 2025/09/19 (آخر تحديث: 2025/09/19 الساعة: 17:17)

في هذا الليل الأسود تتحوّل الشوارع إلى أنهار من خوف وضجيج انه ضجيج النزوح لا يعرفه الا من عاش تجربته. الهواء ثقيل برائحة الركام والدموع.

نساء يركضن بأطفالهن بحجاب ممزق وستر مهشم، يحملن على ظهورهن آثار الخوف التي لم تترك قلبا بلا ألم..حرائرنا واطفالنا فى الشوارع بلا مأوى ..

كل خطوة تحمل رهبة وكل نفس يختنق بالخوف . فلا مأوى .ولا بصيص أمان ولا أحد يمد يد النجاة.

الأطفال يتمسكون بما تبقّى من أحلامهم المهشمة عيونهم الكبيرة تراقب العالم بعجز . والأيادي الصغيرة ترتجف بين الركام وسطوه النزوح. بين صراخٍ لا يسمعه أحد ودموعٍ لا تحتمل .

المنازل صارت هياكل صامتة تحمل أسماءنا على جدرانها المهدمة. والطرق حتى الطرق نفسها تنادي بأصوات خافتة هل من يرحمنا؟

كل ما نعرفه عن الإنسانية يبدو وكأنه قد مات وكأن الرحمة توقفت عن الحضور.

الليل يزداد سوادًا والمشهد يزداد ضبابيه . والصمت يتحول إلى جريمة ترتكب أمام أعين العالم بلا تحرك، بلا شعور وكأننا مجرد أطياف تهرب من كل شيء إلى لا شيء.

إلى متى سيظل الركض من الموت هو الوطن المؤقت؟

إلى متى سيظل الصمت وقودا لمن جرّعونا مر النزوح؟

إلى متى ستبقى القلوب صامتة أمام دموع النساء والأطفال؟

اللهم انصر المظلومين وارفع عنهم هذا الليل الطويل

واجعل الظالمين عبرةً لمن تسوّل لهم أنفسهم انتهاك الحقوق

وأعد للحق مكانه وللكرامة قيمتها وللأمل ولادة جديدة من بين الركام.

والله غالب