يد الفيتو فوق العدالة
نشر بتاريخ: 2025/09/20 (آخر تحديث: 2025/09/20 الساعة: 20:12)

ارتفعت يد الفيتو في قاعة مجلس الأمن مرة أخرى لتمنع قرارًا يتضمن وقف حرب الإبادة والتهجير في غزة، ومن يجرؤ على فعل ذلك غير أمريكا التي تجاهر علنًا بدعم الحرب، وتمنح الاحتلال غطاءً كاملًا في كل محفل دولي وأممي لتتواصل الحرب ولا تتوقف. يدٌ آثمة ترفعها مندوبة أمريكا في مجلس الأمن، بكل وقاحة لتعلن معارضتها وقف الحرب.

يدٌ بغير حق تُرفع في وجه الإنسانية التي تدعو إلى وقف حرب الإبادة، وهذه يدُ ترامب أمريكا الملطخة بالدم والفجور السياسي، إذ تعلن عدم موافقتها على وقف الحرب، بهذه العنجهية المعهودة والعربدة في وجه العدالة الدولية، وتعلن أن هذه اليد فوق أيدي العالم وأيدي الأمم، وأيدي الدول والشعوب.

للمرة الواحدة والخمسين ترفع أمريكا الفيتو في مجلس الأمن كغطاءٍ للاحتلال، وللمرة السادسة منذ بدأت حرب الإبادة ترفع يد الفيتو في وجه قرارات وقف الحرب ومحاولات استصدار قرار دولي من مجلس الأمن، وهي تحمي بهذا الفيتو غير العادل الكيان المحتل وحكومته المتطرفة، وتدفعه إلى مواصلة حربه وتُهيّئ له كل أدوات الدعم لتوسيع رقعة الخراب والدمار ومواصلة القتل والتجويع والحصار.

من غير المنطقي أن يبقى حال مجلس الأمن وهيئة الأمم رهنًا للفيتو ولليد التي ترفعه، فهذا ينافي العدالة الدولية الغائبة والمُغيَّبة. هذا الفيتو، عندما يُرفع لدعم الاحتلال، فإنه ينافي كل الأعراف وكل الأخلاق وكل القيم الإنسانية، وهو ينحاز للباطل في وجه الحق.

يدٌ كيدِ الشيطان تُرفع لتصفق لاستمرار الحرب واستمرار الإبادة وتهجير الناس في غزة، ويشربون نخب القذارة في البيت الأبيض ابتهاجًا بموتنا.

لم تعرف البشرية مواقف مخزية كهذه المواقف من دولةٍ عظمى بيدها قرار وقف الحرب ولا تفعل، بل إنها تتخذ كل أسباب وعوامل الدعم لكي تبقى الإبادة مستمرة وتتسع رقعة القتل والخراب والدمار.