يوم تاريخي
نشر بتاريخ: 2025/09/22 (آخر تحديث: 2025/09/22 الساعة: 22:56)

وسط ما يعيشه شعبنا الفلسطيني من حرب إبادة وحصار ومصادرة الأراضي والتهويد والاعتداءات الوحشية للمستوطنين الأغراب، جاء الاعتراف الدولي بفلسطين بالأمس من قِبَل دول بريطانيا وكندا وأستراليا، سيتبعه عدد من الاعترافات القادمة في اليومين المقبلين، وهذه الاعترافات غاية في الأهمية لمكانة الدول التي قامت بالاعتراف، وهي خطوة كبيرة ومتقدمة يحتاجها شعبنا الذي يتعرض لخطط التغييب والإبادة في ظل توحش الاحتلال وحكومته، ووسط تعالي أصوات العداء داخل الكيان الذي جنّ جنونه طيلة العامين الماضيين، وهو ماضٍ في حربه المسعورة وسياساته المستمدة من القوة والغطرسة لفرض واقع على الأرض، ضد الحق الفلسطيني وضد الشرعية الدولية وضد القانون الدولي.

سقطت أيام الاحتلال وسطوته على العالم، بعد أن فُضح أمره وظهر بأبشع صور البشر خلال العامين الماضيين، حيث جاءت خطوة الاعتراف من دول بريطانيا وكندا وأستراليا بالدولة الفلسطينية بالأمس، وهي خطوة مهمة بكل أبعادها، وخطوة تاريخية ذات أهمية في توقيتها ومعانيها، وهي تشكّل انتصارًا للحق في مواجهة الباطل، ورفضًا لبقاء الاحتلال واستمراره.

زخم كبير لفلسطين هذه الأيام في كل عواصم العالم، وعلى أجندة الهيئة العامة للأمم المتحدة، وبرغم أن الواقع على الأرض غاية في الصعوبة في ظل استمرار حرب الإبادة في غزة وسياسات الضم والحصار والاستيطان في الضفة والقدس، إلا أن هذا الحضور للقضية الفلسطينية يشكّل انتصارًا لفلسطين وللقضية الفلسطينية. فهذه الاعترافات لها ضرورتها المهمة على المستوى الدولي الرسمي، ولكن هذا يلزمه جهد أكبر لوقف هذه الإبادة بقوة الشرعية الدولية، وألّا يبقى العالم رهنًا للفيتو الأمريكي ولقوة الاحتلال المتغطرس.

يوم تاريخي من أيام فلسطين العظيمة الناهضة من بين الرماد والأشلاء والدمار والركام، وهذه الأيام التي يتجلّى فيها اتساع حجم المناصرة والتأييد الشعبي في كل عواصم العالم، مع اعترافات الدول بالدولة الفلسطينية، لهي أبلغ صور الانتصار في مواجهة سياسات القتل والإبادة والتهجير، وتأكيد على أن صوت الحق أقوى من آلة البطش والإبادة، وأن إرادة الشعوب الحيّة لا يمكن أن تُكسر، وأن فلسطين ستبقى حاضرة في الوجدان العالمي حتى نيل كامل حقوقها المشروعة في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة على الأرض الفلسطينية.

إن المطلوب اليوم هو وقف الحرب أولًا، وتطبيق القرارات الدولية بقوة القانون الدولي وقوة الشرعية الدولية، وهذا هو المطلوب وأن تشهد اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة خطوات فاعلة وعملية وسريعة في هذا الإطار.