معاناة شعبنا الصابر بلغت حدّاً يجعل الانتقاد أو الخوض في أي مقترحات وكأنه عبور في حقل ألغام.
الهمّ الأول لدينا جميعا هو وقف نزيف الدم وإنهاء المعاناة.
لكن الضمير الوطني والأخلاقي يفرض أن نكشف بعض ما قد يخفى ونرفع الوعي الجماعي حتى نعرف كيف نتعامل مع هذه الطروحات مستقبلاً.
الخطة المطروحة تبدو كحل إنساني عاجل، وقف نار فوري انسحاب تدريجي تبادل رهائن وأسرى.
لكن في العمق هي إعادة صياغة كاملة للقطاع سياسياً وأمنياً واقتصادياً.
النص يتحدث عن حكومة انتقالية من التكنوقراط تحت إشراف لجنة دولية. أي أن القرار الفعلي سيكون خارج أيدي الغزيين.
النص يتحدث عن قوة استقرار دولية وتدريب شرطة جديدة. أي أن الأمن يُعاد بناؤه من الصفر وفق معايير دولية.
النص يلغي دور حماس والتنظيمات الفلسطينية في الحكم. عفو لمن يلتزم وخروج آمن لمن يرفض. أي تفكيك للواقع القائم واقصاء أي فكر مقاوم عن أي سلطة سياسية.
المساعدات ستتدفق بمئات الشاحنات يومياً. لكن توزيعها بيد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أي لا سيطرة محلية على المعابر ولا على الغذاء.
هناك وعود بمنطقة اقتصادية خاصة وفرص عمل. لكنها مرتبطة بمسار سياسي طويل مؤجل حتى إصلاح السلطة الفلسطينية ورضا المجتمع الدولي.
الظاهر إعمار وبناء.
الباطن وصاية. إقصاء. وإعادة تشكيل للوعي والهوية عبر برامج نزع التطرف وحوارات الأديان.
غزة تحتاج أن تُبنى وتعيش.
و وقف الدم أولوية لا نقاش فيها لكن الوعي بما يُخطط لنا أولوية هامه أيضاً.
والله غالب ..