حين تنتقل الحرب من النار إلى التفاوض ..
نشر بتاريخ: 2025/10/05 (آخر تحديث: 2025/10/05 الساعة: 14:41)

تتسارع المؤشرات من تل أبيب وواشنطن لتقول إن العد التنازلي قد بدأ فعلاً قناة 12 تتحدث عن وضع اللمسات الأخيرة على خرائط الانسحاب، وقناة 13 تؤكد أن وفد التفاوض الإسرائيلي يستعد للسفر خلال ساعات، وفي المشهد الظاهر يبدو أن الأمور تتجه نحو نهاية الحرب لكن في العمق ما يجري ليس نهاية بل تحول في شكل المعركة الولايات المتحدة عبر إدارة ترمب تفرض تسلسلاً واضحاً وملزماً.

المرحلة الأولى انسحابات محددة وتبادل للأسرى والمختطفين ثم يبدأ ما يسمى باليوم التالي وهو عنوان سياسي غامض يخفي وراءه إعادة رسم ملامح غزة بأدوات جديدة وأطراف متعددة.

التحرك الأمريكي يعكس رغبة في ضبط توقيت التنفيذ قبل تفاصيله أما إسرائيل فتسعى لانتزاع ضمانات ميدانية تثبت فيها نتائج قوه الردع وتخرج بصورة النصر المطلق بينما المقاومة تحاول وقف المعاناة مع رفض أي وجود وصائي أو أمني مفروض، وبهذا الشكل تتحول الحرب من ميادين النار إلى ساحات التفاوض، ومن الدمار إلى خرائط السيطرة ومن الضربات الجوية إلى البنود السرية.

ما يجري الآن هو هدنة قسرية أكثر منه اتفاق سلام صمت ميداني مقابل غليان سياسي انكماش في صوت المدافع يقابله تمدد للعبة النفوذ الواقع يقول إن وقف النار أصبح قريباً لكنه لن يكون نهاية الطريق بل بداية مرحلة جديدة عنوانها المساومة على المصير ويبقى الشارع الغزى المنهك عالقاً بين أمل النجاة من الحرب والرغبة في الاستقرار وهواجس الفشل والعودة للمربع الأول ..

اللهم اجعل الأيام القادمة سلاماً لأهلنا وطمأنينةً لغزة الجريحة وانفراجاً يكتب للحق نصراً وللناس أمناً ..

والله غالب ..