مستشفى العودة: أعداد متزايدة من المرضى ونقص حاد بالطواقم والمعدات
نشر بتاريخ: 2025/10/05 (آخر تحديث: 2025/10/05 الساعة: 20:20)

متابعات: قال المدير الطبي لمستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ياسر شعبان، إن المستشفى يشهد ضغطًا متزايدًا في ظل موجات النزوح المستمرة، ما تسبب بتضاعف أعداد المراجعين خلال الفترة الأخيرة.

وأوضح شعبان في تصريحات صحفية،  أن المستشفى يستقبل نحو 1400 حالة يوميًا، تشمل المراجعات في قسم الطوارئ والعيادات الخارجية، إلى جانب 58 حالة ولادة يوميًا، ما يشكّل عبئًا كبيرًا على الطواقم العاملة في ظل الظروف الراهنة.

وأضاف أن حوالي 350 سيدة حامل تتردد يوميًا على العيادات الخارجية لمتابعة حالاتهن، في وقت بدأت فيه مظاهر سوء التغذية بالظهور منذ بداية الحصار، مبينًا أن أكثر من 70% من الحوامل يعانين من سوء تغذية واضح.

وأشار إلى أن تدهور الوضع الغذائي للحوامل انعكس بشكل مباشر على صحة الأجنة، حيث سُجّلت زيادة في حالات الإجهاض وولادة أطفال بأوزان منخفضة.

وعلى الرغم من توسعة القدرة السريرية في المستشفى لتصل إلى 120 سريرًا، أكد شعبان أن نقص الأدوية والمعدات الطبية دفع الطواقم للعمل بوسائل بدائية، قائلاً: "عدنا إلى العصر البدائي في تقديم العلاج".

ولفت إلى أن بعض أفراد الطواقم الطبية لم يغادروا المستشفى منذ بداية العدوان، بينما تعاني المنشأة من نقص كبير في الكوادر الطبية والتمريضية، وسط تزايد الأعباء اليومية.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشهد القطاع انهيارًا شاملًا في النظام الصحي، نتيجة الاستهداف المباشر للمستشفيات، والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب الحصار المفروض الذي يمنع دخول الوقود والمساعدات الإنسانية بشكل كافٍ.

ويواجه القطاع الطبي في غزة أزمة غير مسبوقة، مع خروج عشرات المنشآت الصحية عن الخدمة، وتكدّس أعداد المرضى والجرحى في المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل، في ظل ضعف الإمكانيات ونقص الكوادر الطبية، وازدياد عدد النازحين الذين يلجؤون إلى المراكز الصحية لتلقي العلاج.

ويعدّ مستشفى العودة في مخيم النصيرات من المستشفيات القليلة التي ما زالت تقدّم خدماتها في ظل ظروف صعبة، ويواجه ضغطًا متزايدًا مع تصاعد حالات النزوح من شمال القطاع ووسطه إلى المناطق الوسطى.

وتحذّر الجهات الطبية من تدهور الوضع الصحي بشكل أكبر، لا سيما مع ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل، ونقص الرعاية الأولية، ما يُنذر بعواقب وخيمة على الصحة العامة، خاصة في ظل استمرار الحصار ومنع إدخال الإمدادات الطبية بشكل منتظم.