الواقع والمطلوب.. بمناسبة حلول العام الثاني للحرب المستمرة
نشر بتاريخ: 2025/10/07 (آخر تحديث: 2025/10/07 الساعة: 16:46)

في الذكرى السنوية الثانية للحرب والتي لازالت مستمرة على قطاع غزة، وفي ظل ظهور ملامح عامة لانجاز مفاوضات صفقة التبادل الجارية حاليًا في شرم الشيخ ، لازال شعبنا الفلسطيني العظيم في قطاع غزة يتجرع ويلات الحرب والنكبة والدمار والنزوح المتكرر والتهجير المتواصل والجوع القاتل والقصف القاتل ، في ظل ظروف إنسانية مأساوية صعبة للغاية، وهذا كله والأمل يأخذ المواطنين للتطلع بصبر الأنبياء نحو انفراجة حقيقية عاجلة تنقذهم من جحيم الموت والفناء.

بمناسبة ذكرى السابع من أكتوبر وحلول العام الثاني على استمرار الحرب والعدوان المتواصل، لم تعد الحرب الإسرائيلية لها أي جدوى أو معنى يذكر من أجل تحقيق أهدافها ، فلم يعد في قطاع غزة أي أهداف عسكرية حقيقية للاحتلال ، بسبب أن كافة محافظات قطاع غزة أصبحت عبارة عن أطلال وكومة من الحجارة، ومواطنين فقدوا كل ما يملكون واصبحوا لا يتأثرون بسبب حجم الدمار والخسائر الكبيرة على المستوى الانساني والعمراني، وأصبحوا كأنهم أجساد بلا أرواح لا يعيرون اهتماما إلا لكيفية الحصول على مساعدة اغاثية أو رغيف الخبز ورجفة ماء.

في الذكرى الثانية لحرب السابع من أكتوبر، الحرب التي أثرت تأثيرا سلبيا بالإنسان الفلسطيني على المستوى الانساني والوطني، لا بد أن نقف وقفة صحوة ووضوح وشفافية وصدق مع الذات أمام واقع الحرب والمقارنة الحقيقية دون مجاملات أمام حجم الخسائر والتضحيات وأمام ما حققته الحرب من إنجازات.

أما عن الخسائر وحجم والتضحيات على كافة الصعد والمستويات فالأمر واضح للعيان وسيد الموقف والمشهد، فلم يعد قطاع غزة منطقة جغرافية سكانية عمرانية مستقرة ، بل أصبحت عبارة عن منطقة منكوبة مدمرة لا تقوى على النهوض ولا تستطيع الاستمرار في الحياة ومعناها الانساني الحقيقي الذي غابت كل ظواهرها ومعالمها عن المشهد.

وأما وإن تحدثنا عن إنجازات حرب السابع من أكتوبر فلا يوجد أي إنجاز إنساني أو وطني يذكر على الإطلاق، لأن الواقع يتحدث عن حرب الإبادة الجماعية التي طالت البشر والشجر والحجر والعمران.

في ظل مرور عامين على حرب غزة ووسط التطلع لإنجاز حقيقي وفعلي على المفاوضات الجارية في شرم الشيخ من أجل تحقيق صفقة تبادل تؤدي لوقف الحرب بشكل نهائي عن قطاع غزة ، لا بد للتطلع إنسانيا ووطنيا لليوم الثاني من انتهاء الحرب، والذي لا بد أن يأخذ الواقع الفلسطيني القادم مسارات واتجاهات جديدة مختلفة وواضحة، من أجل النهوض خطوة للأمام بواقع الحياة الإنسانية والسياسية في قطاع غزة، وهذا من خلال أحداث تغيير جذري في واقع الحياة ما بعد الحرب ، والتي من أهمها مواصلة الدعم الإنساني والإغاثي وتوفير متطلبات الحياة الكريمة ضمن أبسط معالمها وشروطها ، وتشكيل واقع وطني جديد يقوم على بناء نظام سياسي جديد يكفل إيجابية الحياة السياسية للكل الفلسطيني، ضمن تثبيت وتمكين الحياة الديمقراطية أن تكون عنوان مستقبل وطن يحدد التشريعات ويجدد كافة الشرعيات من أجل ضمان النجاحات والانجازات.