تحالف "المهزلة الكبرى" ومكذبة "الطوفان الحمساوي"
نشر بتاريخ: 2025/10/08 (آخر تحديث: 2025/10/08 الساعة: 17:05)

قلما يشهد التاريخ حجم تزوير شواهد حية كما حدث مع تحالف الجماعة الإخوانجية – حماس، فيما يتعلق بفعلة 7 أكتوبر 2023، التي تكشفت كل أركانها تقريبا، بأنها مسبقة العلم لدى دوائر دولة العدو الاحلالي، سياسيين وأمنيين، باتفاق مع الإدارة الأمريكية، ولم يبق كثيرا من أسرارها كي يدرك البعض، بأنها أحد أهم مؤامرات القرن المعاصر.

ما قبل يوم 7 أكتوبر 2023، كانت دولة الاحتلال تعيش واحدة من أخطر أزماتها الداخلية، بعدما حاولت حكومة نتنياهو تمرير ما يعرف بقانون "المعقولية"، تغيير قواعد القضاء، لتنطلق هبات غضب تحت مسمى رفض "الثورة القضائية" تواصلت من يناير حتى 6 أكتوبر 2023، كادت أن تدخل الكيان في حرب أهلية طاحنة، بعد توزيع السلاح على طرفي المعادلة.

وتذكيرا للمشهد، فقطاع غزة محاط بسياج أمني يمنع الاقتراب منه لبعد 10 أمتار، يمكنه أن يطلق النار مع أي حراك يقترب، وافتراضا بأن قدرة حماس الخارقة سمحت لها بتعطيله على كامل طول السياج الممتد على طول 42 كم، فالسماح لآلاف من مسلحين ومدنيين العبور لمسافة تقرب من 12 كم أو أكثر، دون أدني مواجهة، ثم قضاء 6 ساعات يفعلون ما يحلو لهم ويخطفون المئات والعودة دون أن يكون هناك قدرة عسكرية رداعه، فتلك وحدها دون غيرها كافية لصحوة العقل من مكذبة الانبهار.

بعد 48 ساعة من فعلة حماس يوم 9 أكتوبر، خرج رئيس وزراء دولة الاحتلال ليعلن "دقت ساعة عمل تغيير الشرق الأوسط" ليكشف جوهر "المؤامرة السياسية الجديدة"، التي بدأت من قطاع غزة، وهو ما أكدته مسار الأحداث كاملا، بما فيها حجم التمويل الأمريكي لدولة الاحتلال، حيث وصل إلى 22 مليار دولار، وفقا لتقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية يوم 7 أكتوبر 2025.

وتصل المهزلة الكبرى، عندما تخرج أبواق تحالفها، ليعلن أن دولة الاحتلال لم تحقق أهدافها في قطاع غزة، وكذا في المنطقة، وكأن بقاء 50 رهينة حيا وميتا بيد بعض من حماس، هو الهدف التاريخي من حرب "التغيير الشامل"، دون الالتفات لاختفاء قطاع غزة من الجغرافيا، انتظارا لـ "محسن مالي" عله يعيد بعضا مما كان معلوما.

تحالف "المهزلة الكبرى"، تناسى بأنهم وافقوا على خطة ترامب التي تفرض استعبادا سياسيا كاملا، ينهي كل ملمح للوطنية الفلسطينية، ويفصل قطاع غزة لسنوات غير محددة عن الأصل، فيما لو كان مكان لوجود كيان فلسطيني أصلا.

تحالف "المهزلة الكبرى"، تجاهل خلال عامين بعد فعلة أكتوبر، شرعنة كنيست دولة الكيان، لأول مرة اعتبار قيام دولة فلسطينية خطر "وجودي"، مع تسريع عمليات ضم وتهويد غير مسبوقة، بالتوازي مع بناء نظام "استيطاني" كامل في الضفة والقدس.

تحالف "المهزلة الكبرى"، تجاهل انه وافق على خطة ترامب، التي أوقفت مسار الانطلاقة العالمية حول دولة فلسطين، بتحويلها لاحتمالية سياسية تخضع لشروط ربما تحتاج "رسول سياسي جديد" ليتمكن من تنفيذها في ظل الواقع القائم.

تحالف "المهزلة الكبرى"، تجاهل ما حدث خلال هذه الفترة الزمنية من تغييرات ذات طابع إقليمي يفتح الباب واسعا لتعزيز دور دولة الكيان، أمنيا وسياسيا.

تحالف "المهزلة الكبرى" تجاهل أبعاد اتهام المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك منظمات قانونية لحركة حماس وبعض فصائلها، بارتكابهم جرائم حرب، ما يفتح الباب لمطاردتها عالميا وتصنيفها حركة إرهابية، وما تم وصف أفعالها يوم 7 أكتوبر من قبل الأمين العام للأمم المتحدة وغالبية دول أوروبا، بأنها أعمال "إرهابية"..

تحالف "المهزلة الكبرى" حاول استبدال الكارثة الكبرى، التي أصابت فلسطين قضية ووجودا، وما أصاب قطاع غزة تدميرا وتخريبا، بـ "مكاسب وهمية"، لاعتبارات وهمية.

تحالف "المهزلة الكبرى" وجب محاكمته، إلى جانب جلب الدمار العام لوطن وقضية، بتهم نشر "الاستغباء السياسي".