ما لم يتمكن نتنياهو ومستعمرته وجيشه من تحقيقه في حربه وعدوانه على قطاع غزة، أكمل له الرئيس الأميركي ترمب أهدافه بواسطة السياسة والضغط والحصار، وكما سبق وفعل مع إيران في قصف مفاعلها النووي، استكمالاً لهدف وعدوان لم يتمكن جيش المستعمرة من تحقيقه، أكمله ترمب بعملية القصف المبرمجة، بهدف استراتيجي واضح: هيمنة المستعمرة الإسرائيلية على الشرق العربي بواسطة :
1- تدمير قدرات إيران العسكرية الهجومية، 2- تدمير الجيش السوري كاملا، 3- تدمير قدرات حزب الله، 4- تدمير قدرات حركة حماس، 5- مواصلة العمل لتدمير قدرات اليمن العسكرية.
أخفق نتنياهو وفريقه العسكري والأمني والسياسي المتطرف من تحقيق الأهداف الثلاثة من حربه على قطاع غزة :
1- إنهاء وتصفية المقاومة الفلسطينية، 2- إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بدون عملية تبادل، 3- تهجير الفلسطينيين وطردهم وتقليص وجودهم في قطاع غزة.
والذي تمكن نتنياهو من تحقيقه يتمثل بعاملين هما:
1- قتل عشرات الآلاف من الشهداء المدنيين الفلسطينيين.
2- تدمير ثُلثي مباني ومؤسسات قطاع غزة على الأقل.
وهذا الإنجاز الهمجي المتطرف أشاع وأثار عليه الغضب والرفض العالمي، وفي طليعته الاحتجاجات الأوروبية، وحصيلة ذلك وقوع نتنياهو في ظاهرتين متلازمتين هما:
1- الإخفاق والفشل في حربه على قطاع غزة.
2- العزلة والانكفاء السياسي على الصعيد الدولي .
ونتيجة هذا الإخفاق المحلي والدولي، دفع ترمب ليقدم خطته الانقاذية لوقف إطلاق النار، وهي صيغة إنقاذ إلى نتنياهو، قالها ترمب صراحة وعلناً، "هذه إنقاذ لك، وترفعك من مظاهر الهزيمة إلى مظاهر الانتصار".
وهذا ما أكده أيضاً نتنياهو بقوله: "حققنا ما نريد سواء بالحرب أو بالسلام، وبدلاً من أن نقع بالعزلة، وقعت حماس بها".
حركة حماس، بقيت صامدة، ولكنها كانت مجبرة، وليست مخيرة على قبول الخطة الصفقة الاميركية، لأنها لم تتمكن من توجيه ضربات موجعة للعدو تجعل احتلاله مكلفاً، وتجبره على الانسحاب من قطاع غزة بدون شروط.
صفقة ترمب وخطته خبيثة، تحمل التسلل للوضع الفلسطيني وتكييفه وفق مصالح المستعمرة، تكيفا بما حصلت عليه من نتائج مع لبنان وسوريا وإيران، وهي ماتسعى له في اليمن.
تحولات تدريجية لصالح المستعمرة وهيمنتها وتسلطها وبسط نفوذها وتوسع بساطير جنودها على كامل خارطة فلسطين، وعلى جنوب لبنان، والجولان السوري وصولاً إلى محافظة السويداء السورية.
لم يفهم الرئيس الراحل صدام حسين نتائج الحرب الباردة وهزيمة الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي فأقدم على فعلته المشينة في اجتياح الكويت، فدفع الثمن بتدمير العراق، وها هي الأطراف الثلاثة تدفع الثمن في فلسطين ولبنان وسوريا، واستكمال الخطوة الأخيرة في العمل على نزع سلاح حزب الله في لبنان، ونزع سلاح حركة حماس في فلسطين.
الأيام المقبلة سوداء سياسياً، وإعادة لملمة الوضع العربي يحتاج لوقت، وتضحيات، وقوى وطنية قومية أممية ذكية حية تعيد للعرب الكرامة والاستقلال والحريات المفقودة، وما تصريحات حماس حول دور السلطة الفلسطينية، سوى خطوة أولى ذكية مطلوبة، وهي استعادة الوحدة الوطنية بين الكل الفلسطيني، وستكون هذه الخطوة هي الرد الكفاحي الحقيقي لوحدة الحركة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال المتفوق، وبالتالي ينعكس ذلك على أداء الشعب الفلسطيني بكامل مقوماته ومكوناته سواء في الضفة الفلسطينية والقدس، ولدى مناطق 48 لصالح المستقبل الفلسطيني ضد تطرف الاحتلال وعنجهيته، والعمل على دحره وهزيمته.