الإعلام الحكومي في غزة: حصيلة 2025 تكشف إبادة شاملة ودماراً غير مسبوق في كل مناحي الحياة
نشر بتاريخ: 2025/12/31 (آخر تحديث: 2025/12/31 الساعة: 16:58)

غزة – أصدر مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة تقريرًا إحصائيًا شاملاً يوثّق حجم الكارثة الإنسانية والمادية التي خلّفها العدوان الإسرائيلي المتواصل خلال عام 2025، مؤكدًا أن القطاع تعرّض لحرب إبادة جماعية شاملة، وسياسات تجويع وتطهير عرقي ممنهجة طالت أكثر من 2.4 مليون فلسطيني.

وأوضح التقرير أن القطاع شهد 283 يومًا من العدوان المتواصل، و82 يومًا من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تخللته خروقات متكررة، فيما جرى تدمير نحو 90% من البنية العمرانية، مع سيطرة الاحتلال بالقوة العسكرية على ما يقارب 55% من مساحة قطاع غزة، وإلقاء أكثر من 112 ألف طن من المتفجرات خلال العام.

شهداء ومفقودون ومجازر جماعية

وبيّن التقرير أن إجمالي عدد الشهداء والمفقودين بلغ 29,117، من بينهم 25,717 شهيدًا وصلت جثامينهم إلى المستشفيات، وأكثر من 3,400 مفقود لا يزال مصيرهم مجهولًا، بينهم شهداء تحت الأنقاض. وأشار إلى استشهاد أكثر من 5,437 طفلًا و2,475 امرأة، في حين شكّل الأطفال والنساء وكبار السن نحو نصف إجمالي الشهداء.

وسجّل التقرير استشهاد 475 شخصًا نتيجة الجوع وسوء التغذية، بينهم 165 طفلًا، إضافة إلى 23 شهيدًا جراء عمليات إنزال مساعدات خاطئة، ووفاة 622 مريض كلى بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية. كما وثّق أكثر من 4,441 حالة إجهاض، واستشهاد عدد من المواطنين نتيجة البرد القارس وانهيار المنازل المدمّرة خلال المنخفضات الجوية.

إصابات واعتقالات واسعة

وأشار الإعلام الحكومي إلى وصول 62,853 جريحًا إلى المستشفيات خلال العام، إلى جانب اعتقال أكثر من 2,700 مدني فلسطيني.

انهيار القطاع الصحي والدفاع المدني

وأكد التقرير خروج 22 مستشفى عن الخدمة، وتعرض 211 سيارة إسعاف للاعتداء، إضافة إلى تدمير 23 مركبة تابعة للدفاع المدني، ما فاقم من عجز المنظومة الصحية في التعامل مع أعداد الضحايا.

تدمير التعليم والمؤسسات الأكاديمية

ووفق التقرير، دمّر الاحتلال 30 مؤسسة تعليمية تدميرًا كليًا و39 جزئيًا، وتضررت 95% من مدارس القطاع، ما أدى إلى حرمان 785 ألف طالب من حقهم في التعليم، واستشهاد أكثر من ألف طالب، إلى جانب 88 معلمًا و45 أكاديميًا وباحثًا.

استهداف دور العبادة والمقابر

ووثّق التقرير تدمير 34 مسجدًا كليًا و100 مسجد جزئيًا، واستهداف ثلاث كنائس عدة مرات، إضافة إلى تدمير 21 مقبرة وسرقة نحو 1,700 جثمان منها.

دمار السكن ونزوح جماعي

وأشار الإعلام الحكومي إلى تدمير أكثر من 106,400 وحدة سكنية كليًا، و66 ألف وحدة غير صالحة للسكن، وتضرر 41 ألف وحدة جزئيًا، ما أدى إلى تشريد أكثر من 213 ألف أسرة، ونزوح قسري طال قرابة مليوني إنسان، مع استهداف 87 مركز إيواء.

التجويع ومنع المساعدات والعلاج

وأكد التقرير استمرار الإغلاق الكامل للمعابر لمدة 220 يومًا، ومنع دخول أكثر من 132 ألف شاحنة مساعدات ووقود، واستهداف عشرات المطابخ الخيرية ومراكز التوزيع، واستشهاد 500 عامل إغاثة ومتطوع. كما وثّق استشهاد 2,605 فلسطينيين وإصابة 19,124 آخرين فيما يُعرف بـ«مصائد المساعدات».

وحذّر من تعرّض 650 ألف طفل لخطر الموت جوعًا، وتهديد حياة 40 ألف رضيع، ومنع آلاف المرضى من السفر للعلاج، بينهم مرضى سرطان وأطفال بحاجة عاجلة للإجلاء الطبي.

تدمير شامل للبنية التحتية والاقتصاد

وبيّن التقرير تدمير مئات الآبار وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وأكثر من مليوني متر من الطرق، إضافة إلى تدمير 150 مقرًا حكوميًا و250 منشأة رياضية وثقافية، واستهداف مئات المواقع الأثرية.

كما سجّل دمارًا واسعًا في القطاع الزراعي، شمل تدمير أكثر من 80% من الأراضي الزراعية، وتراجع حاد في المساحات المزروعة، وتضرر كامل لقطاع الصيد البحري.

وختم مكتب الإعلام الحكومي تقريره بالتأكيد أن الخسائر الاقتصادية المباشرة في 15 قطاعًا حيويًا تجاوزت 33 مليار دولار أمريكي خلال عام 2025، في واحدة من أوسع وأشد الكوارث الإنسانية والاقتصادية التي يشهدها قطاع غزة.