الحياة في غزة تجربة صعبة
نشر بتاريخ: 2023/08/14 (آخر تحديث: 2025/10/07 الساعة: 13:29)

 

ما ترونه من أحداث متلاحقة على مواقع التواصل الاجتماعي في غزة نتيجة طبيعية لسنوات طويلة من الانقسام، وقبل ذلك الاحتلال والقهر والحرمان جعلتنا في غزة أشباه بشر، فنحن لا نشبه البشر خارج غزة في شيء، ولسنا أفضل منهم كما يصور البعض مهما أقنعنا أنفسنا بأننا نعيش على أرض الرباط وندافع عن قضية مشروعة وغيرها من الخطب الرنانة والكلمات البراقة التي تدغدغ العواطف وتغير إعدادات المشاعر. 

الحقيقة أننا في غزة حملنا فوق طاقتنا وأصبحنا رهائن لأفكار تحتاج إلى مراجعة، نشعر بأننا نعيش في سجن كبير لا نقوى على مقاومة السجان لأننا فقدنا الأمل وقبله الشغف، وكل يوم صباحا نقول ربما يحمل هذا اليوم أخبارا سارة وعند نهاية اليوم نقول سنعمل من أجل غد مشرق. 

أصبحنا لا نبحث عن حلول حقيقية للقضايا الكبرى بل نناقش في اللقاءات الوجاهية ومجموعات الواتس أب ووسائل التواصل الاجتماعي المشكلات اليومية المتسارعة، ونغرق ونغرق أنفسنا في محرقة التفاصيل، وكل طرف لا يتورع في تحميل الطرف الآخر المسؤولية عن واقعنا المؤسف ويظهر من الزهد بالمنصب ما يشعرك بأننا سنشهد غدا ميلاد مصالحة جديدة.

يكون نقاشنا غالبا عبارة تفريغ نفسي وانفعالي لا أكثر ولا أقل، نعيش ضغوطا مالية واجتماعية ونفسية ونشعر جميعا بالظلم والقهر في مجتمع مليء بالمتناقضات بمؤشرات فقر وبطالة مرتفعة وأماكن ترفيه لا تكاد تراها فارغة. 

الحمد لله أننا ما زلنا نفكر ولم ننزلق في غياهب التسحيج وما زلنا نحمل قلم ليس للبيع أو التأجير وعلى أمل أن يكون الغد أفضل.