متابعة خاصة:: عامان على عملية "نفق الحرية".. الاحتلال يواصل العزل والتنكيل والانتقام من الأسرى
نشر بتاريخ: 2023/09/06 (آخر تحديث: 2025/09/30 الساعة: 14:44)

خاص راديو الشباب-

يصادف اليوم الأربعاء، السادس من أيلول/ سبتمبر مرور عامين على علمية "نفق الحرية"، والتي حدثت في سجن "جلبوع" قرب بيسان، حيث تمكن 6 أسرى من انتزاع حريتهم من السجن عبر نفق قاموا بحفره.

والأسرى الستة هم: محمود العارضة، ومحمد العارضة، وأيهم كممجي، ويعقوب قادري، وزكريا الزبيدي، ومناضل انفيعات، حيث أعاد الاحتلال اعتقالهم بعد عملية ملاحقة كلفته الكثير من الجهد الاستخباراتي والميداني وحتى المادي على مدار عدة أيام وبعضهم لنحو أسبوعين بعد تمكن أسيرين منهم الوصول إلى مسقط رأسهم في جنين.

نفق الحرية "جلبوع"

وتُعد عملية نفق الحرية "جلبوع" عملية نوعية غير مسبوقة منذ 35 عاماً؛ تمكن، خلالها ستة أسرى فلسطينيين في الـ1:49 من فجر الإثنين، السادس من أيلول 2021من انتزاع حريتهم من سجن “جلبوع” الإسرائيلي الأشد حراسة وتحصيناً في عملية أطلق عليها عملية "انتزاع الحرية"، قرب مدينة بيسان المحتلة فجر السادس من سبتمبر 2021، الأمر الذي شكل ضربة قاصمة للمنظومة الأمنية "الإسرائيلية"، وحققت العديد من الأهداف الوطنية، وباتت تشكل هاجساً لقادة الكيان حتى وقتنا الحاضر.

ونجح الأسرى في الخروج من تحت بلاطة مساحتها 60 سنتيمترًا في مراحيض الغرفة رقم 2 من القسم 5 في سجن "جلبوع" الذي بني عام 2004، وتمكنوا فجر يوم الإثنين 6 سبتمبر/أيلول من تنفس الحرية والخروج من الحفرة خارج السجن.

ونجحوا بهذا الأمر رغم أن برج المراقبة يتمترس تماما فوق فوّهة الحفرة، إلا أن أحدًا لم يلحظهم، ولم يرصد مراقب الشاشات تحرك الأسرى بمحيط أسوار السجن، والكلاب الشرطية لم تنبح كذلك، وعقب اكتشاف أمرهم، شرعت قوات الاحتلال في حملة تمشيط واسعة، بحثاً عنهم وسعياً لإعادة اعتقالهم، وبعد فشلٍ استخباراتي امتد لأسبوعين كاملين تمكن جنود الاحتلال من العثور على أبطال نفق الحرية.

عقوبات ومواجهات داخل السجون

مع أول لحظة أُعلن فيها عن عملية نفق الحرية بدأ الاحتلال الإسرائيلي بإجراءات تعسفية بحق الأسرى جميعاً وتحديدا أسرى سجن جلبوع، حيث تم نقلهم من غرفهم وأقسامهم بزعم التفتيش، وحرمانهم من حقوقهم الأساسية مثل الفورة والكانتينا والخروج من الأقسام، ثم نقلهم على دفعات إلى سجون أخرى ضمن رحلة عذاب قاسية في الحافلات "البوسطات".

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ بل طاله إلى بقية السجون ليفرض الاحتلال عقوبات على أسرى حركة الجهاد الإسلامي، وطالت العقوبات إنجازات هي في الأصل حقوق للأسرى حصلوا عليها بعد معارك وإضرابات عن الطعام، ومنها التمثيل الفصائلي، وإلغاء "الكانتينا" وتقليص "الفورة"، كما انتقلت العقوبات إلى خارج السجن، لتشمل عائلات بعض الأسرى الستة باعتقال ذويهم.

وتنوعت العقوبات التي طالت كافة الأسرى ما بين حرمانهم من الزيارات ومنعهم من الخروج من غرفهم والتنقلات اليومية المتعبة لهم، كما تذرعت إدارة السجون بإجراءات أمنية لتقوم بقمع الأسرى في عدة سجون وتخريب مقتنياتهم بحجة التفتيش في عملية شاركت فيها لأول مرة وحدة "حرس الحدود".

تواصلت هذه الإجراءات لأسابيع قبل أن يقوم الأسرى باحتجاجات واسعة منها إرجاع الوجبات وحل التنظيمات والتهديد بدخول إضراب جماعي عن الطعام، كما قام الأسير المؤبد مالك حامد من بلدة سلواد شرق رام الله برشق سجان بالماء الساخن ما أدى لإصابته، وبعدها عُذب الأسير ونقل لزنازين العزل الانفرادي التي يمكث فيها حتى الآن.

الإجراءات القمعية تلك طالت حتى الأسيرات اللواتي خضن احتجاجا ضد الإجراءات القمعية بحقهن، فما كان من إدارة السجن إلا ارتكاب مزيد من القمع ضدهن والاعتداء عليهن بالضرب وعزل عدد منهن في ظروف قاسية، الأمر الذي أوصل السجون في ديسمبر/ كانون الأول الماضي إلى حالة غليان أخرى تخللتها عملية طعن نفذها الأسير يوسف المبحوح من قطاع غزة ضد أحد السجانين وأصابه بجراح، وكذلك تم تعذيب الأسير بعدها ونقله للعزل الانفرادي حتى الآن.

بقيت السجون في حالة غضب تمثلت في خطوات نفذها الأسرى احتجاجا على القمع الذي تنفذه إدارة السجون الصهيونية بحقهم، ووصلت الخطوات ذروتها في آذار الماضي حين هددوا بدخول إضراب مفتوح عن الطعام رفضا لتلك الإجراءات، الأمر الذي أجبر الاحتلال على الخضوع لمطالبهم.

فقدان بعض الأسرى لأقاربهم على يد الاحتلال

وخلال العامين فقد الأسير أيهم كممجي شقيقه شأس كمججي، الذي ارتقى شهيدًا برصاص الاحتلال، كذلك استشهد داود الزبيدي وهو أحد شهداء الحركة الأسيرة، وشقيق الأسير زكريا الزبيدي، كما فقد الأسير يعقوب قادري والدته، وحرمهم الاحتلال من وداعهم كما حرم آلاف الأسرى على مدار عقود من وداع أحبة لهم.

ويواجه الأسرى الستة منذ عامين إضافة إلى خمسة من رفاقهم الذين اتهمهم الاحتلال بمساعدتهم وهم: -محمود أبو شرين، وقصي مرعي، وعلي أبو بكر، و‏محمد أبو بكر، وإياد جرادات، جملة من الإجراءات التنكيلية الممنهجة وأبرزها سياسة العزل الإنفرادي التي تشكّل أبرز وأخطر السياسات التي تفرضها إدارة السّجون على الأسرى، وتستهدف عبرها الأسرى نفسيًا وجسديًا، حيث تحتجزهم في زنازين انفرادية لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، وإلى جانب سياسة العزل الإنفراديّ، تواصل إدارة السّجون نقلهم المتكرر من سجن إلى آخر، وكذلك إهمالهم طبيًا، كما وتعرضوا لعدة اعتداءات من قبل السجانين، وخلال هذه الفترة نفذ بعضهم إضرابات عن الطعام احتجاجًا على ظروف احتجازهم القاهرة والصعبة.

واحتفى المواطنون الفلسطينيون بشكل كبير بالعملية التي عرفت إعلاميا بـ "نفق الحرية" أو "الهروب الكبير" وعمت احتفالات في عدة مناطق ابتهاجا بالإنجاز الذي حققه الأسرى، لكن قوات الاحتلال أعادت اعتقال الأسرى الستة على فترات متلاحقة في غضون أسبوعين من العملية.