بالفيديو || الاحتلال يستخدم مسيّرات مدنيّة صينية لقتل الغزيين
نشر بتاريخ: 2025/07/12 (آخر تحديث: 2025/07/12 الساعة: 19:25)

الأراضي المحتلة - كشف تقرير عبري أن أكثر من 75% ضحايا الاستهدفات الإسرائيلية، هم من النساء والأطفال والذين ليس لهم علاقة بفصائل المقاومة ويتم قتلهم باستخدام طائرات مُسيَّرة مدنيَّة صينية الصنع يقوم الجيش بشرائها من موقع "أمازون".

ونشر موقع "سيحاه مكوميت" الإسرائيلي تحقيقًا تضمن شهادات لسبعة جنود وضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، كشفوا أن العديد من الوحدات في الجيش تستخدم على نطاق واسع طائرات مُسيَّرة غير عسكرية في قتل مدنيين غير مسلحين، جلهم من الأطفال والنساء، بهدف إجبارهم على مغادرة منازلهم أو منعهم من العودة إليها.

وقال جندي بالجيش لـ"سيحاه مكوميت" إن الجيش صنَّف الضحايا بأنهم "مسلحون" لتبرير قتلهم، ولا علاقة لهم بالفصائل، وأن نحو 75% على الأقل، من هؤلاء الضحايا قتلوا في مناطق تبعد مسافات كبيرة جداًعن مواقع تمركز الجيش، أي أنهم لم يشكلوا أي تهديد.

وكشف التحقيق الإسرائيلي أن جيش الاحتلال يستخدم طائرات من طراز "EVO" التي تنتجها شركة "Autel" الصينية، وتُباع بحوالي 10 آلاف شيكل على موقع "أمازون"، وهي مخصصة في الأساس للتصوير المدني، لكن الجيش زوّد الجنود بما يسمى "كرة حديدية" لتركيب قنابل يدوية تُسقط عن بعد، حتى باتت أداة مستخدمة في معظم كتائب الجيش الإسرائيلية في غزة.

وقال الجندي الذي شارك في الإبادة الجماعية بمدينة رفح على وجه التحديد، إنه كان يتلقى يوميًا من قائدة تقريرًا يتضمن عدد الهجمات التي نفذت عبر طائرات مُسيَّرة وعدد القتلى، حيث تشير التقارير إلى أن هذه الكتيبة قتلت شخصًا يوميًّا في المتوسط باستخدام هذه الطائرات المُسيَّرة التي تُسمى "طائرات مُسقطة".

وأكد الجندي أنه شاهد عبر كاميرات الطائرات المُسيَّرة جثثًا تُترك في المواقع التي قُتلت فيها، ولا يتم نقلها لأي مكان، حتى أكلتها الكلاب، وأضاف أنه رأى ذلك عبر الكاميرات، حتى أن الكلاب تعلمت أن تتوجه نحو مواقع القصف للعثور على الجثث.

وأكد الجنود، في شهاداتهم، أن الأطفال والنساء كانوا هدفًا لنيران هذه الطائرات، وتحدثوا عن قتل طفل كان يقف مع مجموعة من الأشخاص ويتبادلوا الحديث بشكل طبيعي، وعن استهداف طفل آخر يقود دراجة على مسافة بعيدة، وعن قتل امرأة "دون أي سبب واضح". بينما تحدث ضابطٌ شارك في إبادة خان يونس، أن القوة التي يعمل ضمنها أطلقت طائرة مسيرة داخل حي سكني، "وكان كل من يتحرك هدفًا لها يتم قتله على الفور".

ونقل تحقيق "سيحاه مكوميت" شهادات لفلسطينيين من خان يونس وحي الشجاعية وبلدة جباليا، أكدوا تعرضهم لهجمات من طائرات مُسيَّرة في أحياء قام سكانها بإخلائها.

وأشار التحقيق إلى أن الطائرات المسيرة المستخدمة في هذه الجرائم أقل تكلفة من المُسيَّرات التابعة لسلاح الجو، التي تدار من مراكز بعيدة وسعر الواحدة منها يصل إلى نحو مليوني دولار، مبينًا أن هذه الطائرات لم تكن متوفرة بكثرة لدى الجيش في بداية الحرب، فأطق الجنود "حملات شعبية" في إسرائيل وبين اليهود الأميركيين لجمع التبرعات وشراء هذه الطائرات، ليتولى الجيش بعد ذلك مهمة تحويلها إلى طائرات هجومية وتزويدها بالقنابل.

يُذكر أن شركة "Autel" الصينية مدرجة على القائمة السوداء لوزارة الدفاع الأميركية، بدعوى صلتها بالجيش الصيني، ورغم ذلك فإن الجيش الإسرائيلي، وبعد تقدم الحرب، بدأ يشتري بنفسه هذه الطائرات من الشركة الصينية، غير أنه زعم أنه قام بعملية تتيح له شراء هذه الطائرات دون الاتصال مباشرة مع الشركة الصينية.

وردت شركة "Autel" الصينية بأنها "تدين استخدام منتجاتها في أي أعمال عنف ضد مدنيين"، زاعمة أنها لم تبع أي طائرة مُسيَّرة لوزارة الأمن الإسرائيلية، وادعت أن أي استخدام بهذه الطريقة لطائراتها فهو يتم دون علمها أو موافقتها. بينما رفض المتحدث باسم جيش الاحتلال التعليق على هذه التقارير، وكرَّر المزاعم بأن الجيش "لا يستهدف المدنيين عمدًا".