الفرا: ارتفاع عدد الوفيات بسبب الشلل المتصاعد في غزة لـ 5 بينهم 4 أطفال
نشر بتاريخ: 2025/08/13 (آخر تحديث: 2025/08/13 الساعة: 22:58)

متابعات: أفاد رئيس قسم الأطفال في مجمع ناصر الطبي، الدكتور أحمد الفرا، بأن عدد الوفيات نتيجة الإصابة بمرض الشلل المتصاعد في قطاع غزة بلغ خمس حالات، من بينها أربع وفيات لأطفال وسيدة تبلغ من العمر 60 عامًا، وذلك بعد الإعلان عن وفاة طفل مصاب بالمرض، اليوم الأربعاء.

وأوضح الفرا في تصريحاتٍ صحفية، أن عدد الإصابات المسجلة لدى وزارة الصحة في القطاع للمصابين بالمرض يقارب 100 حالة، نصفهم دون سن الخامسة عشرة، والنصف الآخر من الفئات العمرية الأكبر.

وأعلن مجمع ناصر الطبي، اليوم الأربعاء، وفاة الطفل محمد صلاح رجب قديح من خان يونس نتيجة إصابته بمرض شلل الأطفال المتصاعد.

وبيّن أن المرض يظهر بثلاثة سيناريوهات؛ الأول يتمثل بحدوث ضعف في الأعصاب يتبعه تعافٍ تلقائي، ويشكّل نحو 30% من الحالات.

أما السيناريو الثاني، فيتمثل بانتشار المرض في أنحاء الجسم دون التأثير على عضلات الجهاز التنفسي، ويشكّل أيضًا 30% من الحالات.

في حين يشمل السيناريو الثالث وصول المرض إلى عضلات الجهاز التنفسي، ما يستدعي وضع المريض على جهاز تنفس صناعي، وغالبًا ما يؤدي إلى الوفاة.

وأشار الفرا لوجود ثلاث إشكاليات رئيسة في التعامل مع المرض، أبرزها غياب وسائل التشخيص اللازمة، إذ يتطلب تشخيص المرض فحص نسبة البروتين في السائل الشوكي للدماغ، إلى جانب تخطيط العضلات والأعصاب، وهي فحوصات غير متوفرة في غزة حاليًا بسبب تدمير الأجهزة خلال العدوان الإسرائيلي.

كما أضاف أن التصوير بالرنين المغناطيسي يُعد ضروريًا لاستبعاد أمراض مشابهة، إلا أن توفره أيضًا محدود.

وأضاف أن هناك محاولات جارية لإدخال علاج مخصص للمرض عبر منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يعطل دخوله، رغم أهميته في إنقاذ حياة المرضى، خصوصًا الأطفال، حيث يعد طوق النجاة لهم.

ونوّه الفرا إلى أن غياب العلاج يدفع الطواقم الطبية إلى اللجوء لعملية “غسيل البلازما”، التي تهدف إلى إزالة الأجسام المضادة المهاجمة للأعصاب من دم المرضى، إلا أن هذه العملية تتطلب فلاتر خاصة يمنع الاحتلال دخولها إلى القطاع.

وذكر أن الحالات المصابة لا تزال في تزايد، مشيرًا إلى أنه تم إرسال عينات إلى مستشفيات خارج القطاع، وأظهرت النتائج الخاصة بها إصابتها بفيروس المرض ذاته، موضحًا أنه ينتقل عبر الجهاز الهضمي.

وأكد: “هذا الأمر يشير إلى أن السبب للإصابة بمرض الشلل المتصاعد هو تلوث مياه الشرب نتيجة تدمير البنية التحتية للصرف الصحي وتسرب المياه العادمة إلى الخزان الجوفي في القطاع”.

واختتم الفرا بالقول إن استمرار تدهور الوضع الصحي في القطاع ينذر بارتفاع عدد الحالات، في ظل غياب العلاج المناسب وضعف القدرة على التشخيص والتعامل مع الإصابات.