نشر بتاريخ: 2025/08/28 ( آخر تحديث: 2025/08/28 الساعة: 23:27 )

القيمة الفائضة... سلاح إمبريالية المعرفة الأخطر

نشر بتاريخ: 2025/08/28 (آخر تحديث: 2025/08/28 الساعة: 23:27)

الكوفية يبدو ان ماركس الذي استطاع ان يدق الخزان باكرا كاشفا الستار الخفي عن فائض القيمة كأخطر سلاح احتكرته الرأسمالية كما تحتكر الملح معتقدا ان الانتصار على الرأسمال يكمن في قدرة صانعي فائض القيمة من البشر على حرمان مستغليهم من هذا السلاح القادر على توفير القدرة الحقيقية على مواصلة شراء الايدي العاملة واصحابها في تغيير بسيط لدور العبد والقن فيما بعد, ماركس صاحب كتاب راس المال الاشهر في تاريخ الاقتصاد السياسي في العالم لم يلتفت كثيرا الى قدرة الرأسمالية على التحول من شكل الى آخر أكثر بشاعة في الفعل وأكثر لطفا في الشكل والمظهر وهي التي استطاعت ولعقود ان تحمي ظهرها برشوة طبقتها العاملة لصالح السيطرة على شعوب باسرها وسرقة هذه الشعوب وثرواتها وتدميرها وتحويلها الى سوق لسلع الموت والحياة معا عبر صناعة الحرب وصناعة الاستهلاك معا.

الطبقة العامة الاخطر اليوم تغيرت وبدل عمال الايدي بالمناجم والمصانع وسكك الحديد بات لدينا عمال من نوع جديد فهم لا يتعبون جسديا ولا يتعرضون للقهر ولا ينقصهم غذاء اطفالهم ولا مكان نومهم ابدا وعلى العكس من ذلك انهم يشعرون بانهم وعائلاتهم جزء مهم من العالم الرأسمالي المجرم بحق الاخرين سواهم وبدل ان يشعروا بالظلم والخزي لعدم الثورة باتوا يعتقدون انهم جزء لا يتجزأ من عالم الامبريالية الجديدة " امبريالية المعرفة " بل انهم باتوا على ثقة انهم بعقولهم صاروا صانعي تشكيلة اجتماعية اقتصادية جديدة وهي اقتصاد المعرفة القادرة على استعباد العقل دون ن يدري واستخدامه كأداة سطوة بإنشاء تزاوج بين راس مال السلاح وراس مال المعرفة وراس مال السلعة

الرأسمالية الامبريالية في دول الغرب الصناعية الكبرى ادركت سريعا ان خطر الداخل من فقرائها وطبقتهم العاملة تحديدا هو الخطر الأكبر ولذا عليها ان تكف عن حرب الداخل ومصالحة فقرائها والعمال منهم تحديدا وتحويلهم الى اداة جديدة مرتاحة بمداخيل عالية وعمل اقل عبر أتمتة الصناعة والانتقال الى الخارج باستعمار حمل معه للشعوب الفقيرة السلاح والسلع الاستهلاكية الجديدة وسرق من هذه الشعوب كل شيء ذو قيمة بما في ذلك حياة البشر وقد تمكنت القوى الاستعمارية من تطوير ادائها مرارا وتكرارا ليس مع شعوبها فقط ولكن ايضا مع شعوب البلدان التي استعمرتها فهي لم تبق على استعمارها المادي وانما حولته الى استعمار بالوكالة عبر وكلاء محليين كومبرادور اقتصادي وثقافي واجتماعي وكذا سياسي بالضرورة.

فائض القيمة كنظرية رياضية احتسبت قيمة السلعة من مكوناتها راس المال الثابت من ارض ومنشآت والات ويحتسب استهلاكها في تحديد قيمة السلعة المنتجة الى جانب المواد الاولية والمواد المساعدة واجرة اليد العاملة التي لا تساوي قيمة ما تنتجه بالضرورة ولولاها لما تشكلت السلعة من اصله ولما اصبحت قابلة للتبادل مع النقد المناسب للتكديس لدى صاحب راس المال وهو ما يعني ان صاحب فائض القيمة هو العامل نفسه او القن او العبد في التشكيلات الاقتصادية السابقة للرأسمالية الذي جعل من معادلة نسبة استهلاك راس المال الثابت + قيمة المواد الاولية والمساعدة + اجرة اليد العاملة = التكلفة وعند انتقال السلعة الى السوق تظهر قيمة اخرى وهي القيمة السوقية للسلعة والتي بالضرورة اكثر من قيمة انتاجها أي ان التكلفة الانتاجية للسلعة – القيمة السوقية لنفس السلعة = الربح بعرف صاحب راس المال وفائض القيمة بعرف منتج السلعة او صاحب الجهد في الانتاج الذي لم يتقاضى اجرا يساوي نتيجة الجهد المبذول الذي عادة ما يذهب الى خزينة الرأسمالي او جيبه في التعبير الشعبي ومن الضروري ان تدرك الطبقات الوسطى من التجار والمسوقين والباعة أن جميعهم يعتاشون من جهد العامل المبذول في السلعة التي بين ايديهم وبالتالي فان الفائض في الاساس يذهب لصاحب راس المال وبعض الفتات للوسطاء مهما بدا كبيرا والظلم يقع على الطرفين الحقيقيين للعملية الانتاجية للسلعة هم العامل كصاحب الجهد وصانع فائض القيمة والمستهلك كمستهدف ودافع لثمن هذه السلعة وعادة ما تكون الغالبية العظمي من المستهلكين هم الطبقات الفقيرة من الفعلة والمنتجين اي ان الظلم يقع عليهم مرتين مرة حين ينتجون لصالح الرأسمالي ومرة حين يشترون السلع المختلفة بأسعار خيالية بالنسبة لمداخيلهم.

هذه العملية باتت مفضوحة مع الزمن عبر الحركات الثورية وتنظيم العمال وصعود صوتهم المطالب بحقوقهم مما قاد الرأسماليين اولا الى استحداث الاستعمار او الاحتلال بهدفين الاول الحصول على المواد الاولية بسرقتها اولا ثم بأرخص الاسعار والثاني فتح اسواق جديدة للسلع المنتجة لديهم والفائضة عن حاجتهم الاست…