نشر بتاريخ: 2025/09/09 ( آخر تحديث: 2025/09/09 الساعة: 12:57 )

متى ستوقف إسرائيل الحرب؟

نشر بتاريخ: 2025/09/09 (آخر تحديث: 2025/09/09 الساعة: 12:57)

قَبلت حماس الشهر الماضي مقترح الهدنة والصفقة الجزئية الذي اقترحه المبعوث الأميركي ويتكوف، والذي في جوهره مقترح إسرائيلي، ومع ذلك رفضته حكومة الاحتلال. ثم عاد الرئيس الأميركي وصرح نهاية الأسبوع الماضي بأنه مع صفقة شاملة وعلى حماس أن تفرج عن جميع الأسرى وستتوقف الحرب، فوافقت حماس على ما قاله ترامب، ولكن إسرائيل قالت إنه خداع ومناورة لتبرير استمرارها في الحرب وارتكاب المجازر.

والحقيقة أن السؤال المطروح هو: هل من نهاية لهذه الحرب؟ وهل ستتوقف قريباً؟ الإجابة بالقطع هي أنها ستتوقف عاجلاً أم آجلاً.

ولن ينجح نتنياهو في تحقيق كامل أهدافه، حتى لو فكك تنظيم حماس واختفى سلاحه، واستُبعد من إدارة غزة، إلا أن الحركة ستبقى كأفراد متفرقين وقادرين على القيام بحرب عصابات ضد قوات الاحتلال، كما حدث في كمين حي الزيتون نهاية الشهر الماضي.

سيعتبر نتنياهو أنه انتصر في هذه الحرب لأنه قتل ٦٠ ألف فلسطيني معظمهم من المدنيين، وجوّع وأصاب عشرات الآلاف، وربما سينجح في وضع منطقة عازلة في شمال غزة وسينقل سكانها للجنوب وسيحاول تهجيرهم خارج أرضهم، ولكنه لن يستطيع أن يتجاهل التحولات التي حدثت في الرأي العام العالمي، وهذا الرفض العارم الذي وصل إلى قلب أهم مهرجانات السينما (الحفاوة التي استُقبل بها عرض فيلم «صوت هند رجب» في مهرجان فينيسيا لها أكثر من دلالة) والمسابقات الرياضية والأنشطة السياحية، والتي باتت جميعها تزخر بمواطنين من كل الأجناس يقاومون الوجود الإسرائيلي ويعادونه.

سيضغط العالم على نتنياهو، وسيتملص كما حدث من قبل من أي اتفاق هدنة، ولكنه سيرضخ في النهاية لضغوط الداخل الإسرائيلي والنخب السياسية التي تعارضه، ومعها ضغوط الخارج والمجتمع الدولي، وتيقنه أنه لكي يحقق أهدافه المعلنة من هذه الحرب يحتاج لإبادة مليون فلسطيني أو تهجيرهم ليقول إنه انتصر حقيقة في حربه واجتث حماس وحرر الأسرى بالعمل العسكري وهو «انتصار» لن يناله.

أوراق الضغط ستزداد في الأسابيع القادمة على نتنياهو لأنها أصبحت تضم العالم كله في مقابل أميركا وإسرائيل، وهو تحول في النظام الدولي الذي اعتاد أن يرى دعم الدول الأوروبية وأميركا ومعهما كثير من دول العالم لإسرائيل، في حين أن دعم القضية الفلسطينية كان من دول الكتلة الاشتراكية ومعها رفاقهم اليساريون في أوروبا الغربية. أما الآن فبات من الصعب القول إن التحركات الأوروبية والأفريقية والعربية وعدد كبير من دول أميركا الجنوبية وآسيا والأمين العام للأمم المتحدة الذي بُحَّ صوته في إدانة المجازر، لن تسفر قريبًا عن وقف الحرب رغم أنف نتنياهو.

إن وقف حرب غزة سيفتح بابًا لمحاسبة الجميع، ولكن حساب من تعمَّد قتل المدنيين والأطفال وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتجويع سيكون حسابًا عسيرًا.