"حشد": الإبادة الجماعية في غزة تدخل يومها الـ723 ومطالبة بتدخل دولي عاجل

"حشد": الإبادة الجماعية في غزة تدخل يومها الـ723 ومطالبة بتدخل دولي عاجل
الكوفية غزة – أعربت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) عن قلقها البالغ إزاء استمرار جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، التي دخلت يومها الـ723، مؤكدة أن جرائم القتل والتجويع والتدمير باتت تشكّل خطرًا وجوديًا على المدنيين الفلسطينيين، وتستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا.
وقالت الهيئة في بيان صحفي إن قوات الاحتلال الإسرائيلي وسّعت عملياتها البرية في مدينة غزة، ما أسفر خلال يومي الجمعة والسبت (26-27 سبتمبر 2025) عن ارتكاب مجازر دامية أودت بحياة أكثر من 175 شهيدًا وإصابة 540 آخرين، بينهم أطفال ونساء وصحفيون. وأشارت إلى أن مئات الضحايا ما زالوا تحت ركام المنازل نتيجة منع طواقم الدفاع المدني من الوصول إليهم.
وأكدت الهيئة أن الاحتلال استهدف بشكل متعمّد برج الإيطالي في حي النصر، ومبنى وعيادة الإغاثة الطبية في تل الهوى، ما أدى إلى توقف خدمات إنسانية حيوية لآلاف المرضى، إضافة إلى تدمير واسع في أحياء الصبرة والشيخ رضوان وتل الهوى والشاطئ.
كما وثّقت "حشد" سلسلة مجازر بحق عائلات فلسطينية، من بينها عائلات بكر، دغمش، الديراوي، البنا، الشرفا، الجمل، إلى جانب عشرات الضحايا من عائلات جنوب القطاع مثل أبو عرمانة، قديح، شيخ العيد، حجازي، فسيفس، مشيرة إلى أن هذه الجرائم تمثل سياسة ممنهجة لإبادة العائلات.
وأوضحت الهيئة أن الاحتلال يواصل استهداف طالبي المساعدات الإنسانية، حيث قُتل خلال اليومين الماضيين 34 مدنيًا وأصيب 157 آخرون أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، ليرتفع إجمالي الضحايا في هذا السياق إلى 2,560 شهيدًا و18,703 مصابين. كما حذرت من أن القطاع دخل مرحلة "المجاعة الكاملة"، بعد وفاة نحو 500 شخص جوعًا وعطشًا، بينهم الطفلة الرضيعة آيسيل أبو العرجا (11 شهرًا).
وأشارت وزارة الصحة في غزة – بحسب البيان – إلى أن حصيلة العدوان منذ بدايته بلغت حتى الآن 65,926 شهيدًا و167,783 إصابة، غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما تستمر عمليات حصر المفقودين.
وأضافت "حشد" أن البنية الصحية في غزة تتعرض لتدمير متعمد، حيث أُغلقت أربعة مستشفيات منذ مطلع سبتمبر، وتوقفت خدمات مستشفى القدس والمستشفى الميداني الأردني، وسط نقص حاد في الدم والأدوية والمستلزمات، ما يجعل أكثر من 15 ألف مريض بحاجة ماسة للإجلاء الطبي.
كما أدانت الهيئة استهداف الصحفيين، مشيرة إلى استشهاد الصحفي محمد الداية في دير البلح، ليرتفع عدد الشهداء من الصحفيين منذ بدء العدوان إلى 251، معتبرة ذلك محاولة لإسكات الحقيقة وطمس الرواية الفلسطينية.
وفي سياق متصل، أشادت الهيئة بانسحاب الوفود الدبلوماسية من قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء خطاب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، واعتبرت بث خطابه قسرًا عبر مكبرات الصوت في غزة "جريمة حرب جديدة ضمن سياسة الحرب النفسية".
كما رحّبت "حشد" بالتحركات الدولية، ومنها إدراج الأمم المتحدة 58 شركة جديدة في القائمة السوداء، وقرار مايكروسوفت وقف خدمات استُخدمت في مراقبة الفلسطينيين، إلى جانب خطة "مجموعة لاهاي" التي تضم 34 دولة بقيادة جنوب أفريقيا وكولومبيا، والتي تدعو إلى حظر السلاح ومقاطعة الشركات الإسرائيلية.
ودعت الهيئة المجتمع الدولي إلى تفعيل آلية "الاتحاد من أجل السلام" وتشكيل تحالف دولي إنساني للتدخل الجبري وفتح الممرات الآمنة، وفرض وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإدخال المساعدات، ومحاسبة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية.
وأكدت "حشد" أن حماية المدنيين الفلسطينيين ووقف الإبادة الجماعية ليست خيارًا أخلاقيًا فحسب، بل التزام قانوني وواجب إنساني، مطالبة الشعوب الحرة بتصعيد تحركاتها الشعبية وصولًا إلى عصيان مدني ضاغط لإجبار المجتمع الدولي على التحرك.