خطة ترامب هي امتداد لإنكار الحقوق الفلسطينية واستمرار الاحتلال

د. سامي العريان
خطة ترامب هي امتداد لإنكار الحقوق الفلسطينية واستمرار الاحتلال
الكوفية لا حماس ولا السلطة مخولة بالتفريط بالحقوق.
تمثل هذه الخطة الخبيثة وضع السم في العسل.
أولا) العسل:
- إيقاف الحرب.
- إدخال المساعدات وتوزيعها عبر المؤسسات الدولية الشرعية والمحترفة.
- تبادل الأسرى وإخراج المؤبدات ولكن لا بد من إضافة أصحاب المدد العالية وكل الأسرى الذين اعتقلوا بعد الطوفان.
- الوعد بإعادة الإعمار مع أن هذا البند قد لا ينفذ لأنه مربوط بمؤسسات دولية مشبوهة.
ثانيا) كل البنود الأخرى هي سم زعاف لمحاولة أخذ بالسياسة ما لم يستطع العدو أخذه في الميدان مثل إنهاء المقاومة، سحب السلاح، إخراج الأسرى بدون الانسحاب الكامل، التحكم الأمني والسياسي والاقتصادي بغزة وفرض وصاية دولية، فصل مسار غزة عن أي مسار سياسي آخر له علاقة بالقضية الفلسطينية في الجوانب السياسية، تكريس الرواية الإسرائيلية أن التحدي أمني متعلق بالاحتياجات الأمنية الإسرائيلية وليس التخلص من احتلال عسكري وحرب إبادة جماعية إسرائيلية وتطهير عرقي وجرائم حرب واعتداء مستمر.
ثالثا) ما هو الرد المناسب لخطة ترامب الخبيثة؟
- هناك شقان للإجابة على هذا السؤال:
ا) جانب متعلق بحماس وحركة الجهاد أي الذين لديهم أسرى اسرائيليين.
ب) جانب متعلق بحكم غزة أو ما يسمى باليوم التالي ومستقبل النضال الفلسطيني في إنهاء الاحتلال وممارسة حق تقرير المصير بدون أي وصاية إسرائيلية أو أجنبية. هذه العقلية الفوقية الاستعلائية الاستعمارية التي صاغت الخطة مرفوضة جملة وتفصيلا.
وعليه تكون الإجابة على الخطة ذات شقين:
أولا- لحركات المقاومة الحق في التفاوض على الأسرى من خلال تحقيق شروطهم والممثلة في:
١) ايقاف الحرب والقتل والتجويع ايقافا نهائيا.
٢) الانسحاب الكامل من القطاع.
٣) ادخال المساعدات من غذاء ودواء وسكن ووقود الخ. بشكل كبير.
٤) تبادل أسرى من خلال تحرير كل الأسرى الفلسطينيين في سجون ومعتقلات العدو.
٥) إعادة الإعمار.
- هذه الشروط يتحقق البعض منها في هذه الخطة وبعضها غير متحقق. فمثلا وقف الحرب متحقق ولكن بدون ضمانات بعدم عودته. الانسحاب الكامل غير متحقق. المفترض في هذه الخطة خروج اصحاب المؤبدات من السجون الاسرائيلية ولكن سيبقى الكثيرون من أصحاب المدد العالية وأسرى الضفة بعد الطوفان. من غير الواضح أيضا إن كان كل أسرى غزة بعد الطوفان سيتم إخراجهم. هناك وعود بتحقيق الاعمار ولكن من خلال وصاية أجنبية وهذا مرفوض تماما. هناك الحديث عن صفقة القرن بثوب جديد يتجاوز الحقوق الفلسطينية وحقوق المسلمين في القدس.
- لا يمكن للمقاومة أن تخرج الأسرى الإسرائيليين بدون ضمان وقف الحرب تماما والانسحاب الإسرائيلي الكامل وتبادل كل الأسرى الفلسطينيين بالأسرى الإسرائيليين. تبادل الأسرى يجب أن يتم عبر مراحل للتأكد من وقف الحرب والانسحاب الكامل لأن هذه هي الورقة الأكبر في يد المقاومة.
ثانيا: كل القضايا المتعلقة باليوم التالي ومستقبل الحكم في غزة وغموض ربطها بالضفة والسلطة وأمور متعلقة بالوضع الاقليمي والمستقبل السياسي للقضية لا يمكن لحماس أو لفصائل المقاومة أن تفصل فيه وحدها أو عبر الضغط الميداني والسياسي. فهذه الفصائل غير مخولة بالفصل بها دون الكل الفلسطيني ولا حتى السلطة الفلسطينية البائسة في رام الله مخولة بالفصل بها. هذه أمور تتطلب ردا من الكل الفلسطيني في الداخل والخارج. حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة يجب أن تتحفظ وبشدة ضد اي محاولة لتبرير الاحتلال الإسرائيلي وتجاوز الحقوق الفلسطينية في تقرير المصير والتحرير والسيادة والاستقلال وأي محاولة لفرض الوصاية على الشعب أو فصل الضفة وغزة والقدس عن القضية الفلسطينية، كل ذلك مرفوض تماما من قبل المقاومة ومرجعية كل هذه الأمور هل للكل الفلسطيني في الداخل والخارج وليس لحركات المقاومة فقط رغم التحفظ المطلق على كثير من الأمور.
ثالثا: على الدول العربية والإسلامية وبقية الشعوب الحرة حول العالم أن تعبر عن ارادة شعوبها بالوقوف أمام الغطرسة الإسرائيلية والتفرد الأمريكي المتواطؤ على الحقوق الفلسطينية لسلب الحق الفلسطيني في الاستقلال والحرية وتقرير المصير وإنهاء الاحتلال ووقف المجازر وحرب الابادة في غزة وليس المساعدة على تغطيتها أو تبريرها.
الخلاصة: هذه الخطة هي محاولة خبيثة تسعى الى أن تحقق بالسياسة ما لم تستطع حرب الابادة تحقيقه في الميدان. لا حماس ولا سلطة ولا اي فصيل مخول بالتنازل عن الحقوق الفلسطينية الثابتة. الحل هو في الانصياع للارادة الدولية لإنهاء حرب الإبادة الجماعية والتجويع وتنفيذ القانون الدولي والشرعية القانونية لاقرار الحق الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال. هذا هو المسار السياسي الذي لا بد من الاصرار عليه وليس على وعود كاذبة ومسارات وهمية تبقي على الاحتلال وتكرس هيمنته وتبرر حرب الابادة والتطهير العرقي.