غداة إعلان خطة ترمب لوقف الحرب في غزة.. ترقب لرد "حماس" بين الرفض والقبول الحذر

غداة إعلان خطة ترمب لوقف الحرب في غزة.. ترقب لرد "حماس" بين الرفض والقبول الحذر
الكوفية مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب خطته الجديدة لوقف الحرب في قطاع غزة، والتي حظيت بموافقة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودعم واسع ومن الدول العربيةتحولت الأنظار نحو حركة "حماس" التي باتت مطالَبة بتحديد موقفها، وسط نقاشات داخلية ومشاورات إقليمية متسارعة.
خطة مثيرة للجدل
الخطة التي كشف عنها ترمب من واشنطن، مساء الاثنين، تضمنت 21 بنداً أبرزها: الانسحاب التدريجي للجيش الإسرائيلي من القطاع، تفكيك القدرات العسكرية لـ"حماس" ونزع سلاحها، إلى جانب آليات لإعادة الإعمار وإطلاق عملية سياسية تنتهي بإقامة دولة فلسطينية. واعتبر ترمب الإعلان "يوماً تاريخياً للسلام في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى دعم عربي واسع وربطه بتوسيع دائرة "الاتفاقات الإبراهيمية".
ارتباك داخلي وموقف متباين
داخل "حماس"، برزت حالة ارتباك بين قياداتها بشأن التعاطي مع المبادرة الأميركية.
مصادر في الحركة وصفت الخطة بأنها "مجحفة وظالمة وتخدم المصالح الإسرائيلية"، لكنها أكدت أن الحركة ستتعامل معها بـ"إيجابية مطلقة"، انطلاقاً من الضرورة الوطنية لوقف الحرب المستمرة منذ نحو عامين.
المصادر نفسها لفتت إلى أن بعض البنود تبقى "فضفاضة وتفتقر للضمانات الحقيقية"، خصوصاً ما يتعلق بانسحاب الاحتلال من القطاع. كما أشارت إلى أن مهلة الـ72 ساعة التي حددتها الخطة لإتمام بعض الترتيبات، مثل الإفراج عن الأسرى وتسليم رفاة قتلى إسرائيليين، "غير واقعية"، مطالبة بتمديدها.
اجتماعات ومشاورات إقليمية
منذ استلام نص الخطة، عقدت "حماس" سلسلة اجتماعات داخلية امتدت حتى ساعات الفجر، وأرسلت نسخة إلى فصائل المقاومة للمناقشة. مصادر من الحركة أفادت بأن الوسطاء طلبوا رداً سريعاً خلال يومين، لكن الحركة تصر على أن أي قرار يجب أن يُبنى على إجماع فصائلي، ويراعي قضايا أساسية مثل إعادة الإعمار ورفع الحصار والانسحاب الإسرائيلي الكامل.
في الدوحة، أعلنت قطر أنها أجرت مشاورات مع "حماس" بحضور مصر، على أن تُستكمل لاحقاً بمشاركة تركيا. وقال ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، إن الوفد التفاوضي للحركة "تسلم الخطة ووعد بدراستها بمسؤولية"، مضيفاً أن اجتماعات إضافية ستُعقد الثلاثاء لمواصلة النقاش.
ضغوط داخلية وخارجية
في غزة، طالبت شخصيات قيادية سابقة في "حماس" ووجهاء محليون بضرورة التعاطي الإيجابي مع الخطة، رغم قصورها، لإنهاء معاناة السكان. رئيس بلدية خان يونس علاء البطة دعا قيادة "حماس" لعقد اجتماع فصائلي عاجل وتقديم رد جماعي بالموافقة، واصفاً ذلك بأنه "تجرع للسم من أجل إنقاذ القطاع".
في المقابل، حذرت أصوات أخرى داخل الحركة من أن الخطة قد تكون "خداعاً أميركياً" يهدف لتحقيق إنجاز سياسي لترمب واستعادة المختطفين الإسرائيليين، قبل استئناف الحرب بأدوات مختلفة.
بين الواقع والطموحات
"حماس" تجد نفسها اليوم أمام خيار صعب: إما رفض الخطة وبالتالي تحمّل مسؤولية استمرار الحرب وتبعاتها الإنسانية، أو قبولها مع تعديلات محدودة تضمن الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن قرار الحركة النهائي سيُبنى على توافق داخلي وفصائلي، وسط ضغوط من الوسطاء الإقليميين والرأي العام في غزة.
وفي انتظار الرد الذي قد يُعلن خلال يومين، يبقى المشهد مفتوحاً على كل الاحتمالات، بين قبول حذر يقود إلى تهدئة تاريخية، أو رفض يعيد دوامة الدماء والمعاناة إلى مربعها الأول.