نشر بتاريخ: 2025/07/19 ( آخر تحديث: 2025/07/19 الساعة: 15:33 )
سامي إبراهيم فودة

الجزائر... صوت الحق وضمير الأمة في زمن الخذلان

نشر بتاريخ: 2025/07/19 (آخر تحديث: 2025/07/19 الساعة: 15:33)

الكوفية من قلب فلسطين الجريحة، ومن عمق الألم الممتد على تراب غزة النازف، نرسل أصدق كلمات الامتنان والعرفان إلى الجزائر الشقيقة، أرض المليون ونصف المليون شهيد، التي لم تكن يوماً إلا إلى جانب الحق، إلى جانب فلسطين، الثورة، والإنسان.

الجزائر، هذه الأمة التي نذرت نفسها قِبلةً للأحرار، ومأوى للثوار، وسنداً لكل مظلوم، كانت وما زالت قلعة العروبة الحقيقية، التي لم تساوم، ولم تخذل، ولم تُبدّل مواقفها كما فعل الآخرون. وقفت معنا يوم كانت الأنظمة تتوارى خلف جدران الصمت، ونادت بأعلى صوتها: "فلسطين ليست وحدها".

نوجه تحية شكر ووفاء لفخامة الرئيس عبد المجيد تبون، الذي كان صوته صوت الفلسطينيين في المحافل، وكانت مواقفه مشاعل نور وسط هذا الظلام العربي. تحية لحكومة الجزائر التي احتضنت الألم الفلسطيني، وعبرت عنه بصدق لا تملقه المصلحة ولا تشوبه الحسابات الضيقة.

أما الشعب الجزائري العظيم، فما عرفناه إلا شعب النخوة والكرامة، يخرج في المسيرات نصرة لغزة، يجمع التبرعات، يرفع راية فلسطين في المدارس والجامعات والشوارع، كما لو أنها قطعة من الجزائر ذاتها. شعب علّمنا أن الأخوة الحقيقية لا تحتاج إلى بروتوكولات.

ولا يمكن أن نغفل عن الإعلام الجزائري الحر، الذي شكّل جبهة متقدمة في معركة الوعي، فضح جرائم الاحتلال، ورفع الصوت بالحق حين صمت الكثيرون. فكل التحية للمواقع الإخبارية، والصحف، والإذاعات، والقنوات التي بقيت تنقل الحقيقة من قلب الجحيم، ووقفت بجانب الصحفي الفلسطيني، والأسير الفلسطيني، والطفل الفلسطيني.

وللجيش الجزائري البطل، درع الوطن وأمانه، نقول: أنتم الفخر الذي نعتز به، والرمز الذي نطمئن إليه، وقد كنتم دائماً درع الجزائر، ودرعاً معنوياً لكل أمة تنشد الكرامة والحرية.

شكرًا لكِ يا جزائر الحُب والثورة، يا وطن الرجال والبطولات، يا من بقيت وفية للدم الفلسطيني، ولأحلامه في الحرية والعودة.

فلسطين لن تنسى...

وغزة ترفع لكِ يدها الجريحة وتقول:

"من لم يكن جزائرياً، فليتعلّم من الجزائر معنى العروبة والوفاء."