نشر بتاريخ: 2025/07/21 ( آخر تحديث: 2025/07/21 الساعة: 23:01 )

حشد: الاحتلال يواصل تعميق المجاعة في غزة ويرتكب مجازر مروعة بحق المدنيين

نشر بتاريخ: 2025/07/21 (آخر تحديث: 2025/07/21 الساعة: 23:01)

الكوفية أعربت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" عن بالغ القلق والإدانة لتصاعد جرائم الإبادة والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للشهر 22 تواليًا، وما ينجم عنه من مجاعة وكارثة إنسانية غير مسبوقة بفعل سياسات القتل الجماعي، والتدمير، والتهجير القسري، والحصار والتجويع والتعطيش، والاستهداف الممنهج لكل مقومات الحياة، في انتهاك سافر ومقصود لأبسط القيم الإنسانية وأحكام القانون الدولي الإنساني ومعايير حقوق الانسان، وقرارات محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة.

وقالت حشد في بيان صحفي اليوم الإثنين، أنه وفقًا للمعطيات الميدانية ورصد الهيئة فقد قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ صباح اليوم الاثنين 61 شهيد منذ ساعات فجر اليوم، جراء عشرات الغارات الجوية على مناطق متفرقة من القطاع ومواصلة الهجوم البري في مناطق القطاع ، ما تسبب في وقوع العديد من المجازر بحق المدنيين في وقت تعمقت فيها مستويات المجاعة الكارثية جراء مواصلة اغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية ، فيما أعلنت وزارة الصحة عن حصيلة الضحايا يوم امس الاحد وفقا لوزارة الصحة 134 شهيدًا (منهم 4 شهداء انتشال) 650 إصابة خلال (الـ 24 ساعة الماضية) الامر الذي يرفع حصيلة حرب الإبادة والعدوان الإسرائيلي إلى 59,029 شهيدًا و142,135 إصابة ممن وصلوا المستشفيات منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م، وفيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ استئناف حرب الإبادة اثر خرق اتفاق التهدئة من قبل إسرائيل بتاريخ 18 مارس 2025 حتى اليوم 8,196 شهيدًا و30,094 إصابة.

وأضافت، في أقل من 48 ساعة، ارتكب جيش الاحتلال مجازر متتالية بحق طالبي المساعدات المدنيين المجوعين الباحثين عن الطعام والماء امام نقاط توزيع المساعدات الإنسانية الامريكية الإسرائيلية وإماكن دخول شاحنات المساعدات المحدودة، الامر الذي تسبب في مقتل ( 112) من طالبي المساعدات الإنسانية، حيث أفادت وزارة الصحة بغزة باستشهاد 7 من المدنيين المجوعين صباح اليوم الاثنين ،الذين قضوا أثناء تجمعهم قرب نقطة توزيع المساعدات علي محور ميراج ، فيما استشهد 5 مواطنين من بينهم سيدة واصابة اخرين جراء استهدافهم امام محطة تحليله المياه في حي الرمال بمدينة غزة ، ليضافوا الي 99 شهيد قتلوا يوم امس الاحد في منطقة السودانية شمال غرب القطاع، حيث اطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي نيران أسلحتها المختلفة ، وبشكل مباشر صوب حشد من المواطنين العزّل الذين كانوا ينتظرون منذ الساعات الأولى للفجر دخول شاحنات المساعدات الإنسانية عبر معبر زكيم، كما وثقت الهيئة إفادات بعض شهود العيان من الذين توجدوا بالمكان او تم اعتقالهم والافراج عنهم ، قيام الاحتلال بدفن جثامين الشهداء الذين لم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني والمواطنين من اجلاءهم ، بالجرافات في حفرة جماعية في مكان المجزرة، في جريمة تقشعر لها الأبدان وفي انتهاكاَ صارخا للقانون الدولي الإنساني الذي يضمن كرامة الأموات، ومن الجدير بالذكر بان حصيلة الضحايا امام مراكز المساعدات الامريكية الإسرائيلية الاجرامية التي تحولت لمصائد للموت للمدنيين المجوعين الذي لم يشل أي منهم خطر على جنود الاحتلال ، منذ 27 مايو 2025 ، إلى (1021 ) شهيدًا وأكثر من (6.511) جريح و(70) مفقودًا، وعشرات المعتقلين .

وتابعت الهيئة الدولية "حشد": وفي تطور خطير نفذت قوات الاحتلال توغلًا عنيفًا في منطقة حكر الجامع والبركة في دير البلح وسط قطاع غزة، بهدف تجزئة القطاع وإقامة محور عسكري جديد يمنع المرور والتواصل للمواطنين والفرق الإنسانية، وقد تزامن الهجوم البري المتواصل على جنوب دير البلح مع قصف مكثف تسبب في تدمير العشرات من منازل المواطنين، وذلك بعد ساعات فقط من إصدار أوامر تهجير قسري جديدة لسكان المناطق الجنوبية في دير البلح، ما أجبر قرابة 100 الف مواطن معظمهم من النازحين قسرا على النزوح القسري ، بحثًا عن مأوى في مناطق تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، ليُضافوا إلى قرابة 2 مليون نازح محشورين حاليًا في أقل من 10% من مساحة قطاع غزة، يعيشون في ظروف إنسانية وكارثية تصفها الأمم المتحدة بأنها “جحيم لا يصلح للعيش، حيث تتعمق المجاعة في أوساط السكان الذين باتوا منذ أسابيع يفتقدون للطعام جراء استمرار واغلاق المعابر للشهر الخامس على التوالي ومنع وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وارتفاع الأسعار وعدم قدرة غالبية المواطنين على شراء السلع الشحيحة المتوفرة.

وأدانت حشد وبشدة إقدام وحدة مسلحة خاصة تابعة لجيش الاحتلال تقود سيارة دفع رباعي على اختطاف مدير المستشفيات الميدانية، والمتحدث باسم الوزارة الدكتور مروان الهمص ظهر الاثنين ، حيث تباغت الوحدة الخاصة المواطنين المتواجدين في مقهى على البحر بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة مقابل مستشفى الصليب الأحمر، الامر الذي ادي الى استشهاد الصحفي تامر الزعانين وإصابة الصحفي إبراهيم أبو عشيبة وسائق سيارة الإسعاف التي كانت تنقل الدكتور الهمص قبل اختطافه، وتأتي هذه الجريمة امتداد لجرائم الاحتلال الإسرائيلي ، في استهداف المستشفيات والطواقم الطبية التي قتلت منها 1580 واعتقلت منها 360 اخرين منهم مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، والدكتور أحمد مهنا مدير مستشفي العودة في شمال القطاع في انتهاكات صريحة للقانون الدولي الإنساني.

ومن جهة أخري أعلنت وزارة الصحة اليوم عن التوقف الكامل لمستشفى شهداء الأقصى نتيجة نفاد الوقود، فيما يُتوقع توقف مجمع الشفاء، والمستشفى المعمداني، ومرافق طبية أخرى خلال ساعات، ما يهدد حياة سكان القطاع المجوعين وخاصة حياة الاف من المرضى ، والأطفال الخُدّج، ومرضى الفشل الكلوي، ومرضى العناية المكثفة.

كما حذرت حشد، من التراخي الدولي في الاعلان عن غزة منطقة مجاعة متعمدة واتخاذ التدابير اللازمة والعاجلة لوقف تداعياتها الكارثية، فكافة التقارير الدولية تؤكد دخول قطاع غزة دخل فعليًا مرحلة المجاعة الكاملة، وفق التصنيفات الأممية، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي منع دخول المساعدات الإنسانية للشهر الخامس على التوالي، في انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف، ولا سيما المادة (55) من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تُلزم القوة المحتلة بضمان توفير الغذاء والدواء للسكان المدنيين، الامر الذي يفاقم من الكارثة الإنسانية تعميق المجاعة في أوساط سكان القطاع الذين باتوا جمعيا يعانون من المجاعة الحادة التي أودت بحياة 19 مواطنًا جوعًا، من بينهم 8 أطفال، يوم امس ، فيما يؤكد أحدث تقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمي بأن ثلث سكان غزة لا يحصلون على وجبة واحدة يوميًا، فيما أفادت منظمة الصحة العالمية بان نحو 90 ألف طفل وامرأة يوجهون خطر الموت الوشيك بسبب سوء التغذية الحاد، كما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن 112 طفلا في غزة يدخلون المستشفيات يوميا للعلاج من سوء التغذية والهزال الشديد، فضلا عن اعلان وزارة الصحة عن وفاة 620 شخصا بسبب التجويع، 73 طفلا بسبب المجاعة ، فيما تستقبل مستشفيات القطاع المئات من حالات الاغماء بسبب التجويع، فيما اكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا بان غزة تعيش جوعا حقيقيا يضرب مئات الآلاف من الفلسطينيين في مختلف المناطق ، وسط انهيار المنظومة الصحية وشح المياه الصالحة للشرب، وهو ما يزيد الأوضاع الإنسانية تعقيدا وخطورة، ويهدد بارتفاع اعداد الوفيات الناجمة عن المجاعة.

وعبرت عن بالغ قلقها إزاء المعلومات حول جناح “راكيفت” السري في سجن أيالون، حيث يُحتجز المئات من أسرى قطاع غزة في زنازين مغلقة، وتعرضهم لمختلف اشكال التعذيب الممنهج في إصرار على مواصلة جريمة الإخفاء القسري بحق اسري قطاع غزة وحرمانهم من كل الضمانات التي كفلتها اتفاقيات حقوق الانسان وخاصة اتفاقية مناهضة التعذيب، واتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة.

كما أدانت وبشدة استهداف مجهولين لسفينة “حنظلة” المتجهة إلى غزة، عبر تدمير مروحة محركها، ووضع مادة كيميائية حارقة في خزان المياه قبل إقلاعها من ميناء جالي بولي الإيطالي ، ما أسفر عن إصابات خطيرة في طاقمها، في جريمة قرصنة دولية تهدف لعرقلة ابحار السفينة واثناء المشاركين فيها عن مواصلة رحلتهم الي قطاع غزة، في جريمة تعيد التذكير بجرائم الاحتلال بحق سفن كسر الحصار ، الامر الذي يتطلب توفير الحماية للنشطاء على متن سفينة حنظلة بوقف الابادة وكسر الحصار عن قطاع غزة، وتطوير هذه المبادرات الإنسانية الي اسطول بحري يضم عشرات السفن من دول العالم لضمان رفع الحصار وتدفق المساعدات الإنسانية .

الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” واذ تُحمّل دولة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الجرائم المتواصلة بحق المدنيين، والتي ما كانت لتكون لولا استمرار الشراكة الامريكية وصمت وتقاعس وتواطئ الاتحاد الأوروبي والعجز العربي والدولي عن الوفاء بالالتزامات الأخلاقية والقانونية والاكتفاء بإصدار بيانات الإدانة وغياب التحركات الجادة التي تظهر كان الإنسانية قد قبلت بشريعة الغاب الامريكية الإسرائيلية التي اطهرت انهيار وتراجع منظومة الحماية والقانون الدولي وقيم العدالة وحقوق الإنسان والإنسانية، واذ تشير الى أن سكان غزة باتوا يبادون ببطء تحت أنقاض الصمت والعجز الدولي الذي شكل ولازال عار على الإنسانية كونها ساهم في منح الاحتلال غطاءً لمواصلة حرب الإبادة والحصار والتجويع ، وكرّس سياسة الإفلات من العقاب، واذ ترحب بالبيان الصادر اليوم عن 25 دولة والذي دعي إلى إنهاء الحرب في غزة على الفور مع السماح بتدفق المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة والمطالب بوقف الية المساعدات الامريكية الإسرائيلية التي قتل امام نقاطها المئات من المدنيين عدا عن حرمانها لسكان غزة من كرامتهم الإنسانية”، وإذ تثمن كافة التحركات الدولية والشعبية المنددة بالمجاعة والمطالبة بوقف الإبادة الجماعية وفتح الممرات الإنسانية لدخول المساعدات.

وجددت " حشد" نداءها العاجل إلى المجتمع الدولي و الدول الثالثة والأمم المتحدة والضمير الإنساني العالمي لوقف حرب الإبادة الجماعية والاعلان عن قطاع غزة منطقة مجاعة واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير التي تضمن رفع الحصار وفتح المعابر والممرات الإنسانية لضمان تدفق المساعدات الإنسانية من خلال الأمم المتحدة ، وقف الية توزيع المساعدات الاجرامية الإسرائيلية الامريكية، وتوفير الحماية الدولية العاجلة للسكان المدنيين، من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة وفقا لقرار "الاتحاد من أجل السلام" في سياق خطة دولية لأنهاء الاحتلال عبر فرض العقوبات والمقاطعة لدولة الاحتلال وتجميد عضويتها في الأمم المتحدة ومحاسبة قادتها وجنودها وشركائها امام المحكمة الجنائية الدولية وباستخدام مبدا الولاية القضائية الدولية ، وحث محكمة العدل الدولية على اصدار حكمها النهائي بارتكاب إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية وتحميلها للمسؤولية الجنائية والمدنية، اذ تجدد دعوتها لأحرار العالم لمواصلة وتكثيف التحركات السياسية والشعبية والحقوقية وأدوات المناصرة للضغط على دولهم والمنظمات الدولية والإقليمية للقيام بواجباتها الأخلاقية والقانونية والانسانية لوقف الابادة والتجويع.