نشر بتاريخ: 2025/09/27 ( آخر تحديث: 2025/09/27 الساعة: 11:50 )
جون مصلح

خطاب نتنياهو… بين الاستعطاف والتدليس

نشر بتاريخ: 2025/09/27 (آخر تحديث: 2025/09/27 الساعة: 11:50)

الكوفية خطاب نتنياهو الأخير على منبر الأمم المتحدة لم يكن مجرد كلمة سياسية . بل مشهد كشف أزمات الاحتلال أكثر مما حاول سترها.

فما إن صعد إلى المنبر حتى غادرت وفود عديدة القاعة في رسالة صامتة لكنها قوية وكأن العالم يعلن رفضه المسبق لروايته. بينما كانت مسيرات الغضب ضده تتواصل في الخارج.

في المضمون حاول نتنياهو أن يقدّم نفسه بصورة الضحية أمام المجتمع الدولي. استعطاف وادعاء بالدفاع عن النفس مقابل تبرير للمجازر التي ترتكبها قواته في غزة. لكنه خطاب مليء بالكذب والتدليس سرعان ما تتكسر رواياته أمام الصور والفيديوهات التي توثّق جرائم الاحتلال يومياً.

كما لم يخفِ امتعاضه من الدول التي اعترفت بدولة فلسطين مؤخراً فجاء كلامه أشبه بعتاب غاضب يعكس قلقه من موجة التغيرات الدولية. هذه الاعترافات باتت تهدد صورة إسرائيل ككيان مدعوم بلا قيد أو شرط وأظهرت أنها لم تعد وحدها المتحكمة في مسار الدبلوماسية.

من حيث الأسلوب، بدا نتنياهو أكثر هدوءاً من خطبه السابقة وكأنه يحاول الظهور كرجل دولة متزن. لكنه هدوء يخفي ارتباكاً داخلياً .فالكلمات الهادئة لم تحجب حقيقة أن الاحتلال يعيش أزمات متلاحقة:

– أزمة صورته أمام الرأي العام العالمي.

– أزمة شرعية متصاعدة في المؤسسات الدولية.

– وأزمة ثقة مع بعض الحلفاء الذين بدأوا يتململون من سياساته.

في النهاية لم يكن خطاب نتنياهو سوى محاولة لتلميع وجه مشوّه، وستر جرائم لا يمكن تبريرها. لكنه كشف من حيث لا يريد حجم الورطة التي يقف فيها الاحتلال سياسياً وأخلاقياً أمام العالم.