الكوفية السورية بشكل كامل من محافظة السويداء جنوبي البلاد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود عيان، في خطوة غير مسبوقة ترافقت مع تكليف فصائل درزية محلية بالإشراف على الأمن في المحافظة، وسط اتهامات لإسرائيل بمحاولة تفكيك البلاد.

وأكد مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، أن الانسحاب تم خلال ساعات الليل، وشمل جميع نقاط الانتشار العسكري، مشيرًا إلى أن "المقاتلين المحليين الدروز باتوا يسيطرون على الوضع الأمني في كامل المحافظة".

وجاء هذا التطور بعد إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار رعته وزارة الداخلية السورية ومشايخ دروز، أبرزهم الشيخ يوسف الجربوع، ونص الاتفاق على وقف فوري للعمليات العسكرية وتشكيل لجنة مراقبة من الدولة والمشايخ للإشراف على التنفيذ.

لكن عبد الرحمن كشف أن الانسحاب جاء أيضًا نتيجة تفاهمات أمنية سورية-إسرائيلية بوساطة أميركية، عقب سلسلة ضربات إسرائيلية استهدفت منشآت مدنية وعسكرية سورية، بينها محيط القصر الرئاسي في دمشق.

وفي خطاب متلفز، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع تكليف فصائل محلية ومشايخ العقل بحفظ الأمن في السويداء، قائلاً إن الهدف هو "تجنب الانزلاق نحو حرب شاملة". وأشاد الشرع بجهود الوساطة الأميركية والعربية والتركية، متهمًا إسرائيل بالسعي لتقسيم البلاد وإغراقها في الفوضى.

وكانت الخارجية الأميركية قد دعت القوات السورية إلى الانسحاب من مناطق التوتر في الجنوب لتجنب التصعيد، في حين كشف موقع "أكسيوس" عن تحذير أميركي لإسرائيل من أن هجماتها قد تعيق التفاهمات الأمنية وتفاقم الأوضاع.

وتواجه السلطة الانتقالية في سورية تحديات أمنية معقدة، أبرزها بسط سيطرتها على كامل البلاد، والتعامل مع ملف الأقليات، بعد أكثر من سبعة أشهر على الإطاحة بالنظام السابق.