فيلم خيالي من إنتاج كوشنير وتوني بلير

نبيل عمرو
فيلم خيالي من إنتاج كوشنير وتوني بلير
الكوفية تملك الإدارة الأمريكية، اسطولاً إعلامياً ضخماً، يروّج لسياسات الرئيس ترامب، وهدفه ليس توفير إمكانياتٍ لتنفيذها، بقدر ما هو لصرف الأنظار عن الدور الحقيقي لإدارة ترامب. في كل القضايا المعاصرة التي لم تصدق في واحدةٍ منها، ولو أنها ادعت النجاح في بعضها.
ونظراً لتأكد مساعديه من أن أصابع الاتهام توجه إليه كشريك في أفظع مجزرة يشهدها القرن الحادي والعشرين، فلم يجد من وسيلة لتخفيف الاتهام إلا بالترويج لمشاريع خيالية، تظهر كما لو أن قتل الفلسطينيين وتدمير حياتهم يتم في مصلحتهم، إذ سيقيم ترامب ومعه صهره كوشنير وتوني بلير، ريفييرا سياحية على أنقاض المقابر الجماعية، وجثث الأطفال المدفونة تحت الأنقاض، ولأن أبناء غزة لم يتلقوا تعليمهم لعدة مواسم دراسية، وهذا أخطر ما يواجه الأحياء منهم، فقد عرض عليهم مغادرة القطاع لقاء خمسة آلاف دولار، مع أجرة بيت لمدة أربع سنوات، وطعام لمدة سنة، أمّا من لا يجد مكاناً يهاجر إليه فسيتم بناء معازل لهم يجري إعدادها كغرف السجون، إلى أن ينتهي إنشاء الريفييرا الخيالية ومجموعة المدن الذكية.
انشغل كثيرون في الترويج لمشروع كوشنير بلير، مع أن التقديرات قطعت مسبقاً باستحالة النجاح فيه، بل واستحالة البدء في تنفيذه.
إنه نوعٌ من ذر الرماد في العيون، ومحاولة ساذجة وبائسة لتجميل دور ترامب في المقتلة وتبرئته من الشراكة في أفظع مذبحة شهدها التاريخ المعاصر.
غزة المدمرة والتي حوّلتها حرب الإبادة إلى أفظع مكانٍ لا يصلح العيش فيه، تريد أولاً وقف الحرب عليها، وهذا ما لم يريده أو لا يستطيعه ترامب، أمّا حكاية الريفييرا والمدن الذكية الموعودة، فربما تصلح كفيلم هوليوودي خيالي من إنتاج كوشنير وبلير، أمّا الخمسة آلاف دولار الموعودة لكل من يهاجر من غزة، فلتحولها إدارة ترامب للإنفاق على مشروع الفيلم الخيالي.