نشر بتاريخ: 2025/09/08 ( آخر تحديث: 2025/09/08 الساعة: 14:56 )
عبدالملك أبو سمرة

بين الوعود الأمريكية ومأساة غزة: هل يحمل ترامب مفاتيح الحل أم فصولاً جديدة من التضليل؟

نشر بتاريخ: 2025/09/08 (آخر تحديث: 2025/09/08 الساعة: 14:56)

الكوفية واشنطن: أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى "اتفاق قريب بشأن غزة"في تصريح جديد وملفت،،  لا يمكن فصلها عن السياق السياسي والدبلوماسي المتسارع، خاصة مع اقتراب موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي يُتوقع أن تشهد اعترافاً دولياً واسعاً بالدولة الفلسطينية.

وجاءت تصريحات ترامب، التي جاءت على وقع اشتداد الأزمة في غزة، تقديري بإنها تحمل في طيّاتها ملامح تضليل سياسي وإعادة تدوير للخطاب الأمريكي في خدمة أجندة مرحلية، يستفيد منها بالدرجة الأولى نتنياهو وحكومته الغارقة في الأزمات، والإدارة الأمريكية التي تسعى لتجميل صورتها أمام المجتمع الدولي، عبر وعود لا تخرج غالباً عن كونها أدوات تهدئة مؤقتة.

هذه التصريحات تُعيدنا إلى ما حدث قبل عدّة أشهر حين قام ترامب بزيارة للمنطقة وشملت كلاً من قطر والإمارات والسعودية، حينها سبقت الزيارة حملة إعلامية موجهة بشعارات ووعود بتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، دون أن تترجم إلى تغيير ملموس على الأرض، وكأن المطلوب حينها لم يكن أكثر من تحضير الرأي العام لتمرير مرحلة، دون معالجة جوهرية للكارثة الإنسانية والسياسية المستمرة في غزة.

اليوم، وفي ظل التهديدات المستمرة بضم غزة إلى مشاريع سياسية مشبوهة تحت مسميات "اليوم التالي" أو "إعادة الإعمار مقابل التهدئة"، فإن التلويح باتفاق قريب لا يمكن فصله عن تلك المخططات التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية وتحويل القطاع إلى كيان اقتصادي منفصل، يخدم أمن الاحتلال واستقراره السياسي.

ورغم ذلك، فإننا نأمل بقدر ما نُشكك أن تكون تصريحات ترامب هذه المرة جادة، وأن يتم الدفع فعلاً باتجاه اتفاق ينهي هذه المعاناة الطويلة، ويوقف آلة الحرب التي لم تبقِ شيئاً في غزة إلا وأحرقته.

الشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل المزيد من التلاعب بمصيره، ما يُنتظر اليوم ليس تصريحات ناعمة أو تفاهمات جزئية، بل إرادة دولية حقيقية تدفع نحو حل سياسي عادل، يُنهي الاحتلال ويضمن الحقوق، ويمنح غزة وأهلها فرصة للحياة لا للمساومة.