خطة السيطرة الاحتلالية على غزة بين الضغط التفاوضي والتطهير العرقي

محسن أبو رمضان
خطة السيطرة الاحتلالية على غزة بين الضغط التفاوضي والتطهير العرقي
الكوفية تبني مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر قبل أيام من الان خطة السيطرة العسكرية علي قطاع غزة وتحديدا مدينة غزة.
اطلق المجلس مصطلح السيطرة بدلا من الاحتلال للتهرب من الاستحقاقات القانونية الملزمة للاحتلال وفق وثيقة جنيف الرابعة لحماية الشعب المحتل وتقديم الخدمات له.
تهدف الخطة الي نقل السكان والبالغ عددهم حوالي مليون مواطن من منطقتي غزة والشمال الي مناطق تقع بالمنطقتين الوسطي والجنوبية من قطاع غزة .
اعقب اعلان مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر اعلان لنتياهو عبر مؤتمر صحفي حدد بة خمسة اهداف وراء تنفيذ هذة الخطة .
أبرز تلك الأهداف تكمن بالسيطرة الأمنية علي قطاع غزة ونزع سلاح حماس واخراجها من المشهد واخراج قادتها خارج القطاع والسيطرة علي ما يسمي بالمنطقة الأمنية العازلة واستعادة المحتجزين لدي المقاومة وتشكيل إدارة مدنية تابعة للاحتلال تنفيذا لشعارة المتكرر بأن لا حماسستان او فتحستان .
تزامن ذلك مع القيام بفرض ضغوطات هائلة علي رئيس هيئة الاركان زامير الذي عارض الخطة ابتداء بوصفها قد تلحق خسائر بالجيش وقد تودي بحياة المحتجزين الاسرائيلين لدي المقاومة ولكنة اذعن لاحقا للصغوطات التي مورست تجاههة وتجاة المؤسسة العسكرية والامنية في دولة الاحتلال .
يدور جدل بين السياسين و الاعلامين المتابعين لشان غزة والعدوان الجاري بحقها منذ اثني وعشرون شهرا .
يعتقد البعض ان ما يحدث يشكل وسيلة ضغط علي حماس للموافقة علي شروط نتياهو .
ويعتقد فريق اخر ان ما يحدث يتجاوز التكتيك التفاوضي ويمهد لتنفيذ عملية النزوح الداخلي تمهيدا للتهجير القسري .
يتم هذا الجدل في سياق قيام حكومة الاحتلال بتنفيذ بعض الإجراءات التي تؤشر الي مخاطر التهجير والتطهير العرقي.
أبرز هذة الإجراءات تكمن بتدمير حي الزيتون مؤخرا ودفع المواطنين للنزوح الي غرب مدينة غزة والبدء بإدخال الخيام وبعض المواد اللوجستية الي الجنوب والإشارة لامكانية إعادة تشغيل المستشفي الأوروبي.
تعبر هذة المؤشرات عن استعدادات جدية لتنفيذ عمليات نقل السكان قسرا من مدينة غزة الي الجنوب .
تزامن الهجوم الاحتلالي من لقاء لبعض الفصائل بالقاهرة التي تمخض عنها الاستعداد للتفاعل المرن مع مقترح ويتكوف الذي يتضمن ابرام هدنة لمدة ستين يوما يتم بها اجراء عملية تبادل اسري وإعادة تموضع جيش الاحتلال لنقاط محددة وانفاذ المساعدات ويتم خلالها التفاوض بخصوص اليوم التالي .
يصر نتياهو علي اجراء صفقة شاملة وليست جزئية وذلك في معرض ردة علي المقترح الامريكي بابرام صفقة جزئية اولا .
يتضمن الاصرار علي تنفيذ صفقة شاملة تضمن الإفراج عن المحتجزين الاسرائيلين لدي المقاومة وتنفيذ البنود الاخري التي أعلنها بالمؤتمر الصحفي .
ان اصرار نتياهو يتضمن معرفتة المسابقة لرفض حماس لهذة البنود لانها تنطوي علي الاعلان عن استسلام صريح وهو مايربدة لتحقيق شعارة الخاص بالنصر المطلق ولزيادة شعبية بالشارع الاسرائيلي لكي يعطي لنفسة المبرر لاستكمال تنفيذ خطة احتلال قطاع غزة علي طريق إمكانية تنفيذ التهجير القسري.
والسؤال هنا ما هي العوامل التي من الممكن أن تمنع نتياهو وحكومتة الفاشية من الاستمرار في تنفيذ خطتة وكذلك في عمليات الابادة الجماعية.
يركز الإعلام بخصوص ذلك علي تحركات الشارع من خلال هيئة عائلات المحتجزين بمشاركة احزاب المعارضة وكذلك يدور الحديث عن رغبة ترامب بإنهاء الحرب علي غزة استكمالا لانجازاتة بخصوص النجاح في تحقيق. اتفاقات سلام بين بعض البلدان المتحاربة ويريد ان يستكمل ذلك في انهاء الحرب علي غزة حتي يتمكن من الحصول علي جائزة نوبل للسلام .
كما يدور الحديث عن اعلان نيويورك والذي سيتعزز باعتراف عشرات الدول بدولة فلسطين اثناء اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر القادم وخاصة فرنسا وبعض دول أوروبا الغربية .
ويدور الحديث أيضا عن عزلة إسرائيل وسقوط روايتها بحيث أصبحت دولة شبة منبوذة
لا اعتقد ان العوامل المذكورة اعلاة من الممكن أن توقف اندفاعة نتياهو وحكومتة الفاشية من استكمال مخططها بالقطاع .
ولا اري ان ما يحدث من تنفيذ للخطة العسكرية يأتي في سياق الضغط التفاوضي بل في سياق تنفيذ خطة ترمي الي تخفيف الكتلة الديموغرافية بالقطاع عبر التهجير وإعادة الاستيطان لاجزاء من القطاع الي جانب إدامة امد الاحتلال بالقطاع للامعان في نهب ثرواتة وخاصة غاز البحر.
سيرتدع نتياهو فقط إذا اقدمت بلدان العالم بفرض عقوبات علي دولة الاحتلال وشعور الإدارة الامريكية بأن مصالحها ستضرر بالمنطقة اذا استمرت بدعمها لدولة الاحتلال بحيث انها شريك رئيسي للاحتلال في أعمال الابادة الجماعية والتطهير العرقي.
ومع الأسف لم تتبلور هذة العوامل التي من الممكن أن تضغط علي نتياهو علما بأن غياب الضغط ساهم بفتح شهيتة والتي ادت بة للاعلان بشكل فظ بانة يهدف الي إقامة إسرائيل الكبرى.