غزة.. معركة تتجاوز حرب 73

جون مصلح
غزة.. معركة تتجاوز حرب 73
الكوفية بعد عامين من الطحن في غزة.. عامين من القتل والتشريد والحصار والجوع يخرج الإعلام العبري وفى ظل الحديث عن صفقة وليونه فى المواقف وقبول من الطرف الفلسطينى ..ليعلن بأن جيش الاحتلال يستعد لهجوم بخمس فرق عسكرية دفعة واحدة: الفرقة الضاربة 98، والفرق 36، 143، 99، و162. وهذه القوة تفوق قوة حرب 73 التي اجتمعت فيها معظم جيوش الدول العربية ..
فأي معركة هذه التي يُحشد لها ما لم يُحشد في حروب دولية ؟ وأي مدينة صغيره محاصره هذه التي أرعبت كياناً يمتلك ترسانة نووية حتى اضطر أن يجهز لها خمسة جيوش كاملة بعد عامين من معركه ضرووس شنت ضدها..
الحقيقة واضحة وإن حاولوا إخفاءها:
نتنياهو لا يريد صفقة جزئية ولا صفقة كاملة.
لا يسعى إلى تسوية ولا هدنة بل يريد هدم غزة فوق أهلها وإبادة من ينجو وتهجير من يبقى.
يريد تغيير ديموغرافية الأرض. ليُصفّي القضية الفلسطينية من جذورها وفق عقيدة مشبعة بأساطير التوراة المحرفة والتلمود وأحلام اليمين المتطرف بـ "إسرائيل الكبرى".
لقد قالها هو ووزراؤه مراراً أمام الشاشات: لا سلام، ولا اعتراف ولا دولة فلسطينية. الهدف هو السيطرة الكاملة وتفريغ غزة من أهلها. وزرع هوية استعمارية جديدة على ركامها ..
لكن ما لا يفهمه نتنياهو أن الموت في غزة لم يعد يُرهب أصحاب الأرض. فالشعب الذي عاش عامين تحت القصف اليومي. بين الركام والمجازر. صار يعرف الحقيقة..
إن رفع الراية البيضاء لن يوقف القنل ..
وأن النزوح لن يمنع التهجير.
وأن الاحتلال لا يريد سوى الأرض بلا شعب.
لهذا فإن الرسالة الوحيدة لشعبنا المظلوم والمكلوم في هذه اللحظة الفاصلة هي: لا نخرج من بيوتنا.. و لا نمنح العدو ما يشتهيه. فالمصير واحد..
> "هيك هيك ميتين نموت فى دورنا أشرف"
والله غالب ...