نشر بتاريخ: 2025/07/21 ( آخر تحديث: 2025/07/21 الساعة: 16:49 )

55 ألف امرأة حامل في غزة “حشد” تصدر ورقة حقائق تكشف الكارثة الصحية التي تهدد النساء الحوامل والمواليد الجدد في قطاع غزة

نشر بتاريخ: 2025/07/21 (آخر تحديث: 2025/07/21 الساعة: 16:49)

الكوفية أصدرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”، ورقة حقائق بعنوان: “النساء الحوامل والمواليد الجدد في قطاع غزة.. معاناة تحت القصف والحصار”، أعدتها الباحثة ريم منصور، تناولت فيها بالأرقام والوقائع الميدانية حجم الكارثة الإنسانية التي تتعرض لها النساء الحوامل والأطفال حديثو الولادة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ أكتوبر 2023.

الورقة ترسم صورة مأساوية لتدهور الوضع الصحي وانهيار البنية التحتية الطبية، مشيرة إلى أن هذه الانتهاكات تشكل خرقًا صارخًا لاتفاقيات جنيف الأربع، وخصوصًا الاتفاقية الرابعة الخاصة بحماية المدنيين في أوقات النزاع.

55 ألف امرأة حامل في غزة.. وثلثهن يواجهن خطر الموت

وفق الورقة، فإن عدد النساء الحوامل في قطاع غزة يقدّر بـ 55,000 امرأة، منهن ثلث في حالات حمل عالية الخطورة. في ظل انهيار النظام الصحي، تواجه هؤلاء النساء خطر الولادة دون رعاية طبية، ما يعرض حياتهن وحياة مواليدهن للخطر المباشر.

ويولد في قطاع غزة حوالي 130 طفلًا يوميًا، و27% منهم عن طريق الولادة القيصرية، ما يرجع إلى نقص الوقود والطواقم الطبية المتخصصة. والأسوأ أن الكثير من الولادات تتم في الخيام أو المنازل أو في الشارع، مما يزيد من خطر النزيف والوفاة لكل من الأم والجنين.

وفيات وتشوّهات.. أرقام صادمة من واقع المستشفيات

شهد النصف الأول من عام 2025 في غزة 17,000 حالة ولادة.

سُجلت 2,600 حالة إجهاض.

توفي 220 جنينًا داخل رحم الأم قبل الولادة.

توفي 21 مولودًا في اليوم الأول بعد ولادتهم.

تم تسجيل 67 حالة تشوه خلقي، من بينها حالة الطفلة “ملك أحمد القانوع” التي وُلدت بلا دماغ نتيجة الإشعاعات الناتجة عن القصف الإسرائيلي.

علاوة على ذلك:

2,535 طفلًا (14.91%) أُدخلوا الحضانة بسبب مشاكل صحية.

1,600 طفل (9.41%) وُلدوا بوزن أقل من الطبيعي.

1,460 حالة (8.59%) لولادات مبكرة.

أما نسبة الولادات القيصرية فقد تجاوزت الـ 40% في بعض الفترات، في ظل غياب المتابعة الطبية والرعاية أثناء الحمل.

انهيار المنشآت الصحية.. ووفاة الرضع بسبب البرد والجوع

أفادت منظمة “اليونيسف” أن 8 رُضَّع توفوا منذ ديسمبر 2024 بسبب انخفاض حرارة أجسادهم نتيجة نقص المأوى وعدم توفر التدفئة. وتظهر الورقة أن هناك نقصًا حادًا في الحاضنات (Incubators)، إذ خرج أكثر من 80% منها عن الخدمة بسبب انقطاع الكهرباء.

وتعاني المستشفيات من نقص شديد في حليب الأطفال، الحفاضات، والمضادات الحيوية الأساسية. كما أن 14 مستشفى وأكثر من 60% من المراكز الصحية خرجت عن الخدمة، ما أدى إلى تكدّس الحالات في منشآت غير مجهزة.

منذ الأيام الأولى للعدوان، شنّ الاحتلال الإسرائيلي هجمات متعمدة على المستشفيات، أبرزها مستشفى بيت حانون، المستشفى المعمداني، الشفاء، العودة، والإندونيسي. وقد أدى ذلك إلى شلل شبه كامل في الخدمات الصحية.

ووفق وزارة الصحة الفلسطينية:

خرج 38 مستشفى و81 مركزًا صحيًا و164 مؤسسة صحية عن الخدمة.

تم استهداف 144 سيارة إسعاف.

قُتل 1,402 من العاملين في القطاع الصحي.

اعتُقل 362 من العاملين الطبيين، بينهم 3 أطباء تعرّضوا للتعذيب داخل السجون.

حتى يناير 2025، لا تتوفر رعاية التوليد الطارئة إلا في:

7 مستشفيات من أصل 18 تعمل جزئيًا.

4 مستشفيات ميدانية من أصل 11.

مركز صحي مجتمعي واحد فقط.

الأطفال حديثو الولادة يواجهون الموت البطيء

الورقة توضح أن:

نسبة كبيرة من الأطفال يولدون بلا رعاية متخصصة، بلا تدفئة، أو تغذية مناسبة.

الاختناق الولادي، نقص المناعة، الإصابة بعدوى داخل الملاجئ من أبرز المخاطر التي تهدد حياتهم.

اختفاء حليب الأطفال من الأسواق فترات طويلة، وعند توفره فإن أسعاره خيالية، ما اضطر العائلات إلى استخدام بدائل خطيرة مثل الحليب المجفف للكبار.

أدى هذا إلى:

تفشي سوء التغذية الحاد.

ارتفاع معدلات وفيات الأطفال حديثي الولادة.

ظهور أعراض مثل الجفاف، فقر الدم، انخفاض الوزن.

كما كشفت مجموعة التغذية أن ما بين 10% إلى 20% من أصل 4,500 امرأة حامل ومرضع يعانين من سوء التغذية، في ظل إغلاق 21 مركزًا لعلاج سوء التغذية للأطفال.

تشير الورقة إلى أن:

النساء الحوامل يعشن تحت ضغط نفسي حاد، وحالات اكتئاب ما بعد الولادة غير معالجة.

لا تتوفر خدمات نفسية أو دعم اجتماعي بسبب تدمير المراكز ونزوح الكوادر.

القوانين الدولية تنتهك بشكل منهجي

أبرزت الورقة الإطار القانوني الذي يفرض على الاحتلال واجبات واضحة:

اتفاقيات جنيف الرابعة (المواد 16، 23، 50) توجب توفير الرعاية الصحية والغذاء للحوامل والأطفال.

البروتوكولات الإضافية تمنع استخدام التجويع وتلزم بحماية النساء والأطفال.

اتفاقية حقوق الطفل تكفل الحق في الحياة، التغذية، والرعاية الصحية.

CEDAW تلزم الدول بتوفير الرعاية الطبية والغذائية والنفسية للنساء الحوامل أثناء النزاع.

العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية يشدد على أولوية النساء الحوامل أثناء الأزمات.

في ختام الورقة، دعت الهيئة الدولية “حشد” إلى:

الضغط لوقف العدوان وضمان دخول المساعدات الإنسانية.

فتح ممرات إنسانية آمنة للنساء الحوامل والأطفال.

تحميل إسرائيل المسؤولية عن استخدام الغذاء والدواء كسلاح.

دعم مراكز الولادة الميدانية وتزويدها بالمستلزمات والكوادر.

توفير وقود دائم للمستشفيات لتشغيل الأجهزة الحيوية.

تمكين المنظمات من تقديم الدعم النفسي والاجتماعي.

ضمان توفر الغذاء والمياه النظيفة للأمهات في مراكز الإيواء.