عبد العاطي: الاحتلال يواصل جريمة الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج ويضلل العالم بشأن الأوضاع في غزة

عبد العاطي: الاحتلال يواصل جريمة الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج ويضلل العالم بشأن الأوضاع في غزة
الكوفية متابعات: صرّح الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمارس تضليلًا منهجيًا للمجتمع الدولي بشأن حقيقة الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، في محاولة لتبييض جرائمها المتواصلة، في حين تستمر سياسة الإبادة الجماعية عبر أدوات التجويع والحصار والحرمان ونشر الفوضى وتعميق الانهيار المؤسسي الكامل لمنظومة الخدمات الصحية والإنسانية.
وأوضح عبد العاطي أن اليوم 666 من حرب الإبادة الجماعية يشهد تفاقم المجاعة وفقدان الأمن الغذائي بشكل غير مسبوق، حيث توفي 3 مواطنين جوعًا خلال آخر 24 ساعة، لترتفع حصيلة شهداء التجويع الموثقين إلى 162 شهيدًا، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن والاشخاص ذوي الإعاقة بينما يعيش أكثر من مليوني إنسان في ظروف غير إنسانية، محرومين من الغذاء والماء والرعاية الصحية.
وأشار عبد العاطي الي ان الإحصائيات المفزعة تعكس حجم جريمة الإبادة الجماعية والتجويع،
فمنذ بدء العدوان، ارتفع عدد ضحايا الابادة الجماعي 60,249 شهيدًا، والإصابات 147,089 ممن وصلوا المستشفيات ، عدا عن الالاف من المفقودين تحت الركام، مشير الي ان كل سكان غزة يعيشون تحت وطئه المجاعة ، منهم 20 ألف طفل نُقلوا إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية الحاد، و60 ألفًا آخرين يتضوّرون جوعًا ، محذرا بان 40 ألف رضيع و60 ألف سيدة حامل ونصف مليون مواطن يعانون من المجاعة ولم يأكلوا لأيام مهددون بالموت الفوري بسبب الجوع وانعدام الرعاية الصحية.
اكد عبد العاطي بان الاحتلال الإسرائيلي يواصل هندسة الفوضى والتجويع من خلال عرقلة وصول المساعدات الإنسانية والاغاثية والطبية والوقود في اصرار علي جعل القطاع منطقة منكوبة غير صالحة للحياة، مشيرا الى ان العقوبات الجماعية والعدوان الإسرائيلي تسبب في حالة الانهيار في الخدمات الصحية جراء تدميرها وارهاق الكادر الطبي وشح الأدوية والمستلزمات الطبية والمياه النظيفة و الوقود ، ما يؤثر علي قدرة المستشفيات علي تقديم الخدمات الطبية في ظل اكتظاظ اعداد الجرحى ما يدفع لعلاجهم في الساحات، إضافة الي عدم القدرة الطبية علي التدخل لعلاج امراض سوء التغذية الحاد خاصة بين الأطفال والمراهقين جراء عدم توفر الحليب والمدعمات والادوية.
وأشار عبد العاطي إلى أن الاحتلال لا يزال يعرقل بشكل متعمد وواسع النطاق دخول المساعدات الإنسانية، ويمنع وصولها الآمن والمنظم إلى مستحقيها، كما يواصل استهداف المدنيين المجوّعين عند نقاط توزيع المساعدات، حيث أسفرت تلك الاعتداءات عن استشهاد أكثر من 1400 فلسطيني وإصابة أكثر من 9000 آخرين، معظمهم أمام نقاط توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية الإجرامية “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF) التي فرضها الاحتلال كبديل قسري وغير شرعي عن عمل المنظمات الدولية وخاصة وكالة “الأونروا”، في محاولة لاستخدام المساعدات كسلاح للإخضاع السياسي والإبادة الجماعية، مشيرا الي ان زيارة المبعوث الأمريكي ويتكوف لاحد مركزها ما هو الا تجميل لعمل هذه المؤسسة الاجرامي .
واعتبر عبد العاطي أن الارتفاع في عدد الشاحنات خلال الأسبوع الأخير علي أهمية ذلك ، الا انها لم تغير في الواقع الكارثي والمجاعة الحادة، إذ لم يتجاوز متوسط الشاحنات اليومية حاجز 100 شاحنة فقط، وهي نسبة ضئيلة جدًا مقارنة بالحد الأدنى المطلوب لتغطية الاحتياجات الإنسانية، والبالغ 600 شاحنة يوميًا. والأسوأ أن معظم هذه الشاحنات كونها تمر عبر ممرات غير آمنة يحددها الاحتلال وتُنهب على يد مجموعات مسلحة مدعومة من الاحتلال او من قبل الالاف المواطنين المجوعين المنتظرين للمساعدات ما يرسّخ حالة من الفوضى والانفلات الأمني.
واشار عبد العاطي بان المساعدات الإنسانية التي يتم إسقاطها جوًا من قبل بعض الدول العربية، مثل مصر والإمارات والأردن، لا تصل معظمها مباشرة إلى المدنيين، بل تُسقط في مناطق تصنف مناطق خطرة، كما ان ما يسقط منها قرب مناطق النازحين يتسبب في حالة من الفوضى الكبيرة والتدافع للحصول عليها.
وأضاف أن الاحتلال يستخدم سياسة التجويع والفوضى المتعمدة لترسيخ الانهيار المجتمعي في غزة، وتفكيك النسيج الاجتماعي، عبر زرع اليأس، وخلق بيئة من الصراع على فتات المساعدات وفرض أنظمة توزيع تنتهك كرامة المدنيين حيث تجبرهم علي الموت جوعا او الموت امام نقاط التوزيع وممرات ادخال المساعدات عدا عن تعميق الحرمان للغالبية الساحقة من سكان القطاع ما يؤدي له هذه السياسات من ارتفاع الأسعار والاستغلال والاحتكار من قبل التجار ولصوص المساعدات .
وناشد عبد العاطي المواطنين الفلسطينيين في غزة بعدم اعتراض شاحنات المساعدات حفاظًا على حياتهم ولضمان وصول المساعدات الى مقرات توزيع المؤسسات الدولية ، داعيًا إلى إيجاد نظام لحماية قوافل الإغاثة ولضمان توزيع عادل وشفاف يحقق كرامة الناس ويمنع تغول الفوضى.
وطالب عبد العاطي المجتمع الدولي والأطراف الثالثة المتعاقدة علي اتفاقيات جنيف واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والأمم المتحدة وهيئاتها المتخصصة والمنظمات الدولية الي الضغط علي الاحتلال الإسرائيلي لفتح جميع المعابر فورًا ودون قيود، وضمان التدفق الكافي واليومي للمساعدات الإنسانية، وتوفير الحماية لقوافل الإغاثة والمساعدات وطواقمها، ومنع استهداف المدنيين المتجمّعين عند نقاط التوزيع، ومؤمني المساعدات. مشددا علي ضرورة فتح المعابر بشكل دائم وتسهيل دخول المساعدات دون قيود وبكميات كافية وبشكل عاجل وبما يكفل التوزيع المنظم والعادل للمساعدات الإغاثية.
وطالب عبد العاطي بإيقاف عمل مؤسسة “غزة الإنسانية” الأمريكية – الإسرائيلية الإجرامية ، وتمكين وكالة “الأونروا” وسائر المنظمات الأممية من أداء دورها الكامل بحرية، بعيدًا عن القيود الإسرائيلية
ودعي عبد العاطي الى الضغط علي الاحتلال الإسرائيلي لضمان حرية عمل المنظمات الدولية والإنسانية وضمان فتح المعابر لاجلاء الجرحى والمرضى وضمان دخول المستشفيات الميدانية والاطباء والصحفيين الدوليين وموظفي الامم المتحدة واعضاء لجنة التحقيق الدولية وباقي الأجسام الدولية المعنية لدعم الاستجابة الإنسانية ولرؤية حقيقة الأوضاع الإنسانية وجرائم الإبادة والتجويع .
ودعي عبد العاطي لفرض العقوبات على دولة الاحتلال وتفعيل اليات محاسبة قادتها وجنودها وشركائها أمام المحكمة الجنائية الدولية والقضاء الدولي .
واختتم عبد العاطي تصريحه بالتشديد على أن ما يجري في غزة هو جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان ومجاعة كارثية تتطلب من الأمم المتحدة وقف حالة التراخي وإعلان قطاع غزة “منطقة مجاعة”، واتخاذ كافة التدابير الدولية والإنسانية العاجلة لرفع الحصار الإسرائيلي، وضمان التدفق الآمن والمنتظم للمساعدات وحرية عمل المنظمات الدولية، بما يضمن وقف الانهيار المتسارع في جميع جوانب الحياة الإنسانية وانقاذ اروح المجوعين قسرا ، ومحاسبة سلطات الاحتلال على جريمة الإبادة الجماعية والتجويع المتعمد بحق أكثر من مليوني إنسان في غزة.